«2 2» كنت قرأت أن أحدهم فتح قبر أمه لينام بجانبها تعبيراً عن ندمه الشديد بمعصيتها وإغضابها في حياته لكن مثل هذا الندم المحزن لا يفيد ولا يطفيه شيء ولو أنه فعل الأفضل وليس ما يرغب فيه لكان مرتاح البال مستريح الفؤاد ...قد يكون الأفضل يا صاحبي في مخالفة النفس والرغبة وهو ما يثمر سعادة في الدنيا والآخرة ويجعلك ترفع رأسك وتفترش السعادة ...ابحث عن الأفضل ورمضان فرصة لكي تتدرب على قدرة اختيار الأفضل لتصبح إنساناً محسناً متسقاً مع نفسك بعيداً عن الاستسلام للذات والغضب والحقد والحسد والنفس الأمارة بالسوء والهوى الذي يهوي بك الى قعر لا قاع فيه وعاقبته (هوان) مر لا يحلو وندم لايموت .. كن دائماً مع الخيار الأفضل وهذا يحتاج أن تكون صاحب قرار واختيار سليم لقرارك وصاحب قدرة على التمييز ،لأن البعض يفقد ذائقة الطعم ويصاب بعمى الألوان فلا يفرق بين الخير والشر ولا بين الأسود والأبيض ولا بين الجميل والقبيح ولا بين الرغبة والصواب ،وهذه مصيبة وكارثة تعني أن صاحبها قد دخل بوابة الشقاء مهما بدا سعيداً في خياراته أو رغباته التي تكون من قبيل قتل هذا وظلم هذا والخداع والخيانة والانحطاط وراء كل منقصة .. واختيار الأفضل ليس أمراً سهلاً فهو السهل الممتنع والصعب الذي يحتاج إلى قوة ومرونة وتدريب نفسي وروحي فكل مصارع الناس وشقائهم وفشلهم على مستوى الأفراد والجماعات يأتي نتيجة فشلهم في الاختيار بين الرغبة والخيار الأفضل .. السقوط والهبوط خيار والصعود والرقي خيار أفضل ووقوفك مع الحق ومع المظلوم خيار نبيل ومساندتك للظلم والظلمة خيار لئيم أو قل رغبة حقيرة .. التسامح والإنصاف خيار والانتقام والظلم رغبة ... فكن أنت وما تختار وليس ما ترغب يا صديقي، فالاختيار يدخل فيه التأمل والعقل ويحاول أن يتلمس الإنصاف والمآلات السعيدة.... والرغبة تتحكم فيها عوامل الانتقام والحقد والهوى والنزوات التي تكون نهايتها حزناً وندماً مؤسفاً وغير مشرف. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك