هل يمكن أن نقدم أو نختار القرار الأفضل بدلاً عما نرغب فيه، فليس كل ما نرغب فيه هو الأفضل فقد يكون الأسوأ .. قد ترغب في التجهم وتعطيف جبينك لكن عليك أن تقدم الأفضل وهو الابتسامة والبهجة لأنها الأفضل وعنوانك الجميل وهي خير لك وللآخرين .. رد السلام والتحية على من تعرف ومن لا تعرف حتى ولو رغبت في الإعراض عن الناس …. تواضع فالتواضع دائماً الأفضل ولا تصعر خدك للناس فإن هذا هو الأسوأ على الإطلاق ويجعلك أشبه بحمار وعنقك أشبه بعنق الضبع . حاول أن تبسط يدك بالصدقة والإحسان بما تملك (اتقوا النار ولو بشق تمرة ) فإن البخل مهلكة..عندما تجد صاحب سيارة متعثرة في الطريق ويحتاج إلى مساعدتك فإن الأفضل أن تساعده والأسوأ أن تتجاهل من يحتاج إلى معونتك ، فإن المعروف والأفضل (أن تعين الرجل على دابته ) وتقضي حاجته حتى ولو لم ترغب فليس كل ما ترغب به خيراً وصواباً فقد يكون شراً محضاً…فإن إبليس رغب بمعصية الله وآدم رغب بأن يرتكب المحظور وابنه قابيل رغب في قتل اخيه ظلماً وحسداً . في الرغبات يكمن الشر يا صاحبي فلا تطاوع نفسك على كل ما تشتهي وترغب واسأل نفسك عند ما تقف بين عملين وخيارين عما هوا الأفضل وليس ما ترغب فيه ، إذا وجدت رغبة في عصيان أمك أو أبيك وإغضابهما نزولاً عند رغبة زوجتك (مثلاً) فاعلم أن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء من يرغب ويدفعك لذلك ..وعليك أن تختار القرار الصحيح حتى ولو كانت زوجتك في المكان الخطأ ومع قرار الانتقام من أمك وإغضابها فالأفضل أن تطيع والديك ولا تقل لهما أفٍ حتى لا تحصد ندم السير بعد رغبتك الطارئة أو نزوتك العابرة.