رغم إننا نعيش نسيمات شهر رمضان المبارك ونفحاته العطرة ولياليه المفعمة بنشوة الحياة.. وفرحتها وإن كانت أموراً كهذه يعيشها الناس أيضاً بقسوة ومرارة نتيجة لما يعانوه، من أوضاع مزرية وغير مسرة للغاية، ومع هذا يتقبلونها بكل هدوء وطمأنينة بقدر ما يسايرونها وفق مقتضيات الظروف والأحوال التي تمر بها البلاد، إلا أن شيئاً لم يغفرلهم أبداً.. بل تحول ذلك الهدوء والاستقرار النسبي إلى أعمال فوضى في مدينة تعز والتي شهدت خلال اليومين الماضين مواجهات ما بين أصحاب البسطات والباعة المتجولين وقوات الأمن بسبب قيام رجال الأمن برفع البسطات من الشوارع بغرض إخلائها منها لكون هذه البسطات تشكل ازدحاماً كبيراً.. للمركبات والمشاة من المواطنين الذين يرتادون الأسواق في مثل هذه الأيام من شهر رمضان، إن أمراً كهذا هو ما يحدث دائماً وبالأخص على مستوى شارعي التحرير و 26 سبتمبر وغيرها وبالتالي هو ما أثار في الأخير غضب أصحاب البسطات لأنهم كانوا قد دفعوا مبالغ لبعض الأشخاص الذين يقومون بتحديد أماكن البسطات كما علمنا مما ترتب عليه مواجهات بين الجانبين ومن ثم إغلاق المحلات، تلتها أعمال لإحراق إطارات السيارات في وسط الشوارع التي يرتادها المواطنون لشراء حاجياتهم. في الوقت الذي كان هؤلاء المفرشون قد استمروا في ممارسة أعمالهم من بداية شهر رمضان.. وحتى الثلث الأول منه.. دون أن تحدث أية إشكالات.. إن ما حدث هو من مسئولية الجهات المعنية في المحافظة والجهات ذات العلاقة.. في هذا الشأن، لأنه كان يفترض منها أن تعمل قبل أن يهل شهر رمضان على تنظيم هذه الأسواق، وبالذات ما يخص أصحاب البسطات.. والباعة المتجولين كما كانت تسير الأمور سابقاً.. وذلك من خلال التنسيق بين تلك الجهات لتلافي أية اختناقات مرورية، بمجرد وجود رجال المرور فضلاً عن تواجد أفراد الأمن.. إنما ما يُلاحظ في شهر رمضان لهذا العام.. بأنه لا توجد هنالك خطة يتم من خلالها حفظ النظام داخل هذه الشوارع.. ومتابعة من تسول لهم أنفسهم القيام بأعمال مخلة بالآداب..ناهيك عن تنظيم سير حركة المركبات والمشاة في آنٍ معاً، حتى يتمكن الناس من أخذ حاجياتهم بطريقة سهلة..ومعهودة في كل عام من شهر رمضان.. إلى جانب تنظيم أعمال أصحاب البسطات والباعة المتجولين..على أن يمارسوا مهنتهم بعيداً عن الشارع وليس في وسطه، حتى تكون الأمور منظمة إلى حد كبير.. لأن هؤلاء الأشخاص هم أيضاً يريدون أن يعيشوا كغيرهم.. فلديهم أولاد ويعولون أسراً. ولذلك كان يفترض مراعاة هذا الجانب من قبل السلطة المحلية.. وكذا الجهات المعنية بذلك..عن تنظيم هذه الأسواق. بدلاً من أن تصل الأمور إلى هذا الحد...الذي لم تعهده مدينة تعز، بينما ندرك جيداً بأن تعز ليست ناقصة فيما تعانيه من إشكالات عديدة ..وما أكثرها في الوقت الحاضر ومن ذلك ،ما تعانيه من نقص حاد للمياه، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عنها لحوالي 20 ساعة ..ناهيك عن ما يجرى فيها، من أعمال دخيلة عليها..مثل...القتل، التقطع، الاختطاف، وكذا ظاهرة حمل السلاح ..وغيرها. إذاً نتساءل هنا: ما الذي يحدث في هذه المدينة ..ومحافظتها ومن المسئول عن هذا؟ لذلك هل لنا أن نرى مدينة تعزمتعافية من إشكالاتها والعمل على تنظيم أحوالها؟. وخاصة ما يتعلق بتنظيم أسواقها بما يكفل إتاحة الفرصة لآخرين من ممارسة أعمالهم ..بطريقة مناسبة ..وبما يحفظ عيشتهم وبالذات في هذا الشهر الكريم. وعلى أن تحل هذه الإشكالات.. الخاصة بأصحاب البسطات والباعة المتجولين.. بعد شهر رمضان ..أكان من حيث توفير البدائل لهم أوتنظيم حركة عملهم ..كما هو قائم في المحافظات الأخرى؟. رابط المقال على الفيس بوك