ديننا الإسلامي الحنيف أوجب الصدقات وأكد عليها في أكثر من موضع في القرآن الكريم وأوجب أيضاً الثواب لمن أداها والعقاب لمن امتنع عن أدائها أو تهرّب من ذلك. والصدقات كثيرة مشاربها ولعل الفقراء وذوي الحاجة أولى بها حتى من ذوي القربى ولو كانوا من ذوي الحاجة شريطة أن يكونوا من الجوار كون الأقربين أولى بالمعروف أو المساعدة.. كما أن الحض على أداء الصدقات لا يقل أهمية عن أدائها مصداقاً لقوله تعالى “أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يحض على طعام المسكين..” صدق الله العظيم. ونحن نعيش هذه الأيام المباركة من شهر الصوم الفضيل ما أحوجنا لأن نتلمس ذوي الحاجة من الجيران أولاً ثم من يليهم من ذوي الحاجة من الأهل والأقارب.. وما أكثرهم إذا ما تابعنا ظروفهم ومعيشتهم ونعمل كلٌّ بقدر استطاعته على تقديم العون والمساعدة ما أمكن.. والصدقة أجرها عظيم ولو بشق تمرة لما ورد في السير والاحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، فمن لديه دون حاجته فعليه بالمبادرة لمواساة وإعطاء ذوي الحاجة أياً كان ذلك صغيراً أوكبيراً، قليلاً أوكثيراً انطلاقاً من السمات النبيلة التي يتميز بها شهر رمضان المبارك الذي فيه أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار. ونجدها مناسبة هنا لدعوة أصحاب البيوت التجارية الكبرى أن يكون هاجس الجميع أداء الصدقات كما الزكاة في مصارفها المشروعة والصحيحة وتدارك ما كانوا يقعون فيه من أخطاء حتى كان البعض يغدق مع بداية دخول شهر رمضان الكريم من الهدايا والمواد الغذائية على بعض الشخصيات والوجاهات ما يفوق متطلبات ذوي الحاجة الذين كانوا لا يجدون شيئاً من تلك البيوت التجارية والصناعية والتي تعمد مع مجيء كل رمضان جديد إلى رفع أسعار منتجاتها والتي يتضرر منها أفراد المجتمع محدودو الدخل أو ذوو الحاجة. كما نجدها مناسبة لدعوة بعض الجمعيات والمؤسسات ذات الصفة الخيرية بأن تتجنب الحزبية في تصريف مواردها من الصدقات أو الزكاة وأن تحرص على أن توظف تلك العوائد في مصارفها الطبيعية، الفقراء والمحتاجين والابتعاد عن المعيار الحزبي في الصدقات والزكاة وخاصة في هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه وتتعدد الموارد الخيرية.. ونتمنى من الله العلي القدير أن توفق في تدارك أية أخطاء كانت قد وقعت فيها. كما إننا بالمناسبة ندعو ذوي الاقتدار والميسورين أن يتفحصوا مصارف صدقاتهم وزكاتهم لاسيما وأن المحتالين والنصابين يكثرون أيضاً في هذه الأيام وصار البعض يمتهن التحايل على الصدقات والزكوات الذين صارت لديهم تجارة رابحة.. فيما ذوو الاحتياج بأمس الحاجة للمواد الغذائية.