الاجتهاد في الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار في شهر رمضان الكريم الذي يعدُّ كفّارة لما بينهما من الشهور يحتاج إلى صبر وتعقُّل وحكمة وإيمان بالله، واعتصام بحبله المتين، والكف النهائي عن النكف الداعي إلى إثارة الفتن وصب الزيت على النار والعصبية الحزبية والقروية والمذهبية، وإذا لم يتم الكف عن إثارة النعرات فما فائدة الصيام والقيام في شهر رمضان الكريم..؟!. وهذا التساؤل المشروع يحتاج إلى وقفة إيمانية متجرّدة تمام التجرُّد من الأهواء والنزوات والتأثيرات العصبية أياً كانت، ليجيب الصائم بروح المسؤولية هل صومه وصلاته وقيامه هل نهته عن الأقوال والأفعال المثيرة للفتنة، وهل تفوّه بما يحقّق خير وسعادة الإنسانية ويقرّبه من الله؟!. فإن وجد الإجابات إيجابية في هذا المجال فليحمد الله، ثم يواصل مشوار الخير والبركة ليفوز بالعتق من النار خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم، وأما من يجد غير ذلك؛ فإن مسؤوليته أمام الله الواحد القهّار عظيمة وبالغة الخطورة، والواجب عليه أن يعتكف اعتكافاً عاماً وشاملاً يتضرّع فيه إلى الله سبحانه وتعالى ويرجوه الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويحاسب نفسه ويلح على الله أن يقبله في هذه العشر الأواخر، وليدرك ذلك العبد المسكين الضعيف أن جسده لن يقوى على شدة العذاب. إن الخطاب المتوازن والعتدل ينبغي أن تسلكه القوى السياسية ليس في شهر رمضان الكريم فحسب ولكنه على مدى الحياة، ولتدرك تلك القوى أنها محاسبة عن غواية البشر والدفع بهم إلى هاوية الشيطان الرجيم. ولذلك ينبغي على القوى السياسية التي فاح منها ما يزكم الأنوف ويفرّق الصفوف وينفّر القلوب أن تتقي الله في العشر الأواخر من الشهر الكريم، ولتُعد نفسها لفتح صفحة جديدة للمصالحة مع نفسها ومع غيرها من القوى ومع الناس كافة من أجل حياة آمنة ومستقرّة وموحّدة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك