من يتابع البرامج المسابقاتية التي تقدّمها الفضائيات.. والبرامج الحوارية التي يُستضاف فيها ممثلون وفنّانون ,سيجد أنّ تعامل المشاهدين أو المتّصلين على وجه الخصوص مع هذه البرامج يكاد أن يكون واحداً في كلّ بلد عربي.. من حيث ثقافة الناس الذين يتصلون بهذه البرامج , فالجميع تقريباً يتشابهون في مستوى وعيهم وثقافتهم . فأكثرهم لا يملكون سوى ثقافة ضحلة لا تُسعفهم- وهم يقدّمون مُداخلاتهم- على إعطاء شيء مهم.. فلا تزيد مشاركاتهم في هذه البرامج والمسابقات على الترحيب بالضيف وكيف هي أحواله ؟ وما جديده؟ فتتحوّل المداخلة والاتصال إلى مُجاملة ساذجة لا معنى لها.. لا نجد مُداخلات تثير نقاطاً وجزئيات مهمة في مشوار الضيف وتفيد المشاهد أو المستمع. أما في برامج المسابقات فتُشفق على بعض المتّصلين , لأنهم لا يتمتعون بحسٍّ يقظ وذاكرةٍ حيّة ولا نقول: ذاكرة معرفية أو ثقافة واسعة ..لأن أكثر الأسئلة التي ترد في هذه المسابقات لا تحتاج إلى كثير عناء حتى يحصل المتصل على إجابة.. هذه الخاطرة وردت في الذهن وأنا أتابع في الأسابيع الماضية برنامجاً مسابقاتياً أسبوعياً من إحدى الفضائيات , فالبرنامج يعتمد على إظهار مُربّع على الشاشة مُرقّم من 130 وعلى المتصل أن يختار رقماً ,فوراء كلّ رقم يختفي سؤال ,وقد يستطيع المتصل أن يجيب وقد لا يستطيع.. لكن أكثر ما يُثير الغيظ والإشفاق على بعضهم هو أنّ هناك من يختار رقماً ولا يستطيع الإجابة على السؤال ربما لصعوبته فيأتي متصل آخر ويختار نفس الرقم مع أنه شاهد شخصاً قبله تعثّر في الإجابة على السؤال.. وكان بإمكانه تغيير الرقم.. ومن يشاهد مسابقات رمضان الكثيرة في القنوات اليمنية وفي غيرها من القنوات سيلحظ ما يتمتّع به كثير من المشاهدين من بطء وعدم تركيز .. وليس هناك قدر من النباهة مع ان المذيع يستخدم كل أساليب المساعدة التي لا تُخطئها عين اللبيب.. ومع ذلك هناك من يخطئ ..والسبب ذاكرة مُتكلّسة بحاجة إلى تليين وعصر.. تتكرر هذه الظاهر في كثير من البرامج المسابقاتية وهي مؤشر على أن بعض الناس تنقصهم الثقافة العامة – التي هي مطلوبة في كلّ الأحوال- ولا يملكون قدراً من النباهة والفطنة! رابط المقال على الفيس بوك