«نسيان يغزل الشذى» وأمشي في الشذى، طفلٌ يُقبِّل في الصدى صوت الأغاني ويزيح عن كفيه عصفوراً من الكبريت، يقفز من لغات القلب نحو سلالة أخرى من الكلمات يُنهي في الذين تراشقوا دمعاً، على الشفق البهيج حكايتين: عن الغمامة حينما زفت إلى النسيان دارَ عرائها وعن شعراءِ غابوا كالمرايا بلجة الحمى وصلّوا في قصائدهم وناموا، ثم عادوا يحملون الشمس رملاً بارداً ويعدلون قصائد الصحراء للطقس الجدي، وأمشي مرة أو مرتين على يدين تُتمتمان بهاجسٍ فَقَدَ الدليلَ إليَّ كالأعمى: من نفس هذا البحر، تبدأ في الغموض نوارسي ومدائحي أُنثايَ وتمشي في صباك مكللاً بالدمع وبما تبقى تحت نافذة المدى الغيبيّ، من خبز لقافيةٍ يُدلِّك شاعرين عجينُها وتسنبل القبلات فاتحةً لريحان الصدى العدني. تعود تصقل ما تسربل من ندى العصيان في عسل الضحايا وتمرجن الكأس المصفى كالندامى، أو رفاق الأمس..!! ثم تقسم عشَّ برزخِها على بحرينِ يغتسلان في قلبٍ يتيه ولا يتيه. هي نفسها الأشياء، مازالت هناك كصوتها النسوي تغويني، وتقبض في يديها ما تدلّى من نجومٍ ترضع النايات أنغام الفراغ، فتعود ثانية يضاجع بعضها بعضاً وتُدخلني العراء مؤثثاً ومؤثثاً بقصيدةٍ قوستُها، ودخلتُها، فتركتُني فيها وأغوتني كأنثاها وقالت دُلني..؟! عن غيمة قبَّلتُها ودخلتَها قبلي.. وعادت كالمتاهة موجة للحزن أو بحراً يعض أنامل الزبد البهيج. وأمشي كالشذى، حتى تفيق الشمس من صلواتها تُقرؤني: صباح الخير يا ابن تَعَرّق الإشعاع/ إشعاعي، تُقبلَني، وأبدأ حافياً كالأرض لملمتي، وأغرق في الغرام، منذ متى وأنا هنا..؟! قال الرحيل سبقتني، منذ متى وأنا هناك..؟! قال الصدى أكملتني. منذ متى وأنا هنا، وأنا هناك..؟! تقول أبخرةٌ حُمِّلتُها وحملتُني فيها: أوجئتني، منذ متى..؟! فلمست في أقصاي همهمة تدربني التماس بطلقة للحزن تبدأ رحلةً نحوي، فأمشي في صلاة النار تسجنني المدائنُ حين أعبرها وأسجنها بعنق زجاجة الأنثى فتمرق من دمي ظللٌ حسبت بأنها صوتي القديم.. يعود بي طيفأ إليَّ، فأعود بي طيفاً إلى بدءٍ قليل الضوء أسطع شاهداً مور السماء على جناح القلب أُركن جانباً مطري وأمتعتي وما خالفت من عشق النساء أمزجني بما ألقته في الريح من صمتٍ ومن عجلٍ ومن ظلٍ يغامر في الخروج عن الشذى شمساً لأيوبي، فأنوب ليلي في احتضاني وأورثها وتسقيني أنوثتها بهاءً يشبه القلق المدون بالأريج.. وأطيل مزجي بالنوارس والنجوم وغيمة البحر المشرشف بالخطايا أُشكلني، وأولد مثل أصابع الياقوت منتحلاً صفات طفولة ودعتُها، ومبتهجاً بدفء أنوثة البحر المحنى بالرصاص، وأظل أمشي في العراء، هذا هو الوطن الذي ربيته ليكون لي وطناً!! أقول كأنني شاهدت يوم ولادتي هاااااا إني ولدت الآن بي، فامتحني يا صباح الخير أنت أبوتي وأمومتي وطفولتي ورصاصتي وامتحن شكل النواة وصورتي وشقاوة الطفل الذي ألهيته ليكون نفسي كامل الطلقات يجري، أضحك ملء قافيتي، وأشهد أن ميلادي المضمخ بالرغيف، تركته خلف العراء يعالج الأقمار من خللٍ يغير في مزاج الأرض تاريخ الولادة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك