الذين يجادلون في الله بغير علم إن عدم معرفة الله سبحانه وتعالى هو الذي أوقع متعلمي الفلسفة وملكة الكفر والنفس الأمارة في الضلالة الرهيبة.. فمثلما أنه لا يمكن أن يكون حرف بلا كاتب، ولا قانون بلا حاكم يقول بديع الزمان سعيد النورسي: “ إنه محال أن يكون كتاب بلا كاتب ولا سيما كتاب كهذا الذي تتضمن كل كلمة من كلماته كتاباً خُط بقلم دقيق، والذي تحت حرف من حروفه قصيدة دبجت بقلم رفيع. وكذلك من أمحل المحال أن يكون هذا الكون غير مُبدع، حيث أن هذا الكون كتاب على نحو عظيم تتضمن كل صحيفة فيه كتباً كثيرة، لا بل كل كلمة منها كتاباً، وكل حرف منها قصيدة. فوجه الأرض صحيفة وما أكثر ما فيها من كتب والشجرة كلمة واحدة، وما أكثر ما فيها من صحائف! والثمرة حرف، والبذرة نقطة.. وفي هذه النقطة فهرس الشجرة الباسقة وخطة عملها. فكتاب كهذا ما يكون إلا من إبداع قلم صاحب قدرة متصف بالجمال والجلال والحكمة المطلقة. أي أن مجرد النظر إلى العالم ومشاهدته يستلزم هذا الإيمان إلا من أسكرتهم الضلالة.ومثلما لايمكن أن تكون دار بلا بنّاء، لا سيما هذه الدار التي زُينت بأبدع زينة، ونُقشت بأروع نقوش وأعجبها، وشيدت بصنعة خارقة، حتى أن كل حجر من أحجارها يتجسم فيه مما في البناء كله. فلا يقبل عاقل أن تكون دار مثل هذه الدار بلا بنّاء ماهر، وبخاصة أن يشيد في هذا الديوان في كل ساعة مساكن حقيقية في غاية الانتظام والتنسيق، ويغيرها بانتظام وسهولة كاملين كسهولة تبديل الملابس بل إنه ينشئ في كل ركن غرفاً صغيرة عدة في كل مشهد حقيقي. (من كليات رسائل النور رسالة الحشر) فائدة : فارق شاسع جداً بين من يصوم رمضان “عادة”! ومن يصوم رمضان “عبادة” ! رابط المقال على الفيس بوك