من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بدت فكرة الهجرة خاصة من بعد مضي 20 شهراً على أحداث ووقائع العام 2011م أكثر من براقة وجاذبة لدى الكثير ممن حولي وهم انعكاس للغالب. لم يتمكن البلد طيلة العشرين شهرا الماضية من تحقيق 10 % مما حلموا به وخرجوا لأجله في مسيرات شجاعة، والكارثة أن ال 10 % مما تحقق سياسي توافقي بالدرجة الأولى ولا تربطه أي علاقة شرعية بشئون الشباب ويومياتهم. صدمة كتلك ردّتهم مذعورين إلى إعلام أوروبي ، أمريكي يقدم صورة أكثر من براقة وجاذبة لإنجازات بلدانه القياسية، في مشهد انتهى بعد 20 شهرا إلى وقوفهم طوابير أمام أبواب السفارات طلبا للهجرة واللجوء! . *** وأمام شخص مثلي يسكن بالقرب من سفارتين دسمتين يشاهد الشباب وهم يعودون إلى بيوتهم خائبين كي يروا أهلهم جوازاتهم ال (المؤكسة) بدت فكرة اللا اصطدام بما لم يتحقق في الداخل واللا هروب بما استحال أن يتحقق في الخارج فكرة منطقية وبراقة جداً. وفي وضع معلّق كهذا يصبح منظر اصطدام سفينة وطن الشباب بالصخور عذابا بالألوان، فيما اصطدام جوازاتهم ب(x ) عذابا آخر لونه في الغالب (عادي). وعادي ..عادي.. هذه كلمة بدأ يرددها (علي مسعد) بائع الشاي المثقف في سوق (حجر) من بعد انتهاء سعيه للهجرة كعامل مهارة في إعداد أفخم أنواع الشاي بجواز (x!). تأخذ الشاي وتسأله ما الحل، فيجيبك ..كل شيء ومهرة وخطوة ستنتهي (عادي) بعادي.. الحل أن أعيّن وزيرا تكريما على الأقل لقضائي ثلاثة عقود في قراءة أخبار الوزراء.. وبعد التعيين أتمكن من الهجرة إلى أوروبا أو أمريكا أو أستراليا بشكل عادي ..عادي جداً !. يا أيها المسمّى في المناهج وطنا.. العذاب يحتاج لخاتمة، والخاتمة تحتاج لكلمة، والكلمة تحتاج إلى معنى، والمعنى يحتاج إلى إنسان، وأنا بعذابي هذا صرت إنسانا.. بشيء ومعنى وقيمة، فلا تجعلني أتعلّق بك.. لا تتركني أسير بلا بصيرة إليك.. أرجوك.. لا تقدني إلى زقاق مسدود !! رابط المقال على الفيس بوك