نؤمن أن الحياة تأتي الأمور فيها وفقاً لما قدّر لها الله أو بحسب ما يسميه البعض «صدفة» فنتعايش معها على اعتبار أن معظم أمورنا الدنيوية تغلفها الصدفة. قد تذهب للتسوق من محل معين, لكنك فجأة تقصد غيره وتنسى المكان الذي كنت تخطط للتسوق منه، وقد تذهب الأم إلى بيت أسرة بعينها لتخطب لابنها إحدى بناتها, وفي بيت الفتاة يتغير كل شيء, ويتجه قلب الأم إلى فتاة رأتها هناك, وعندما تسأل عن سبب تغيير رأيها تجيب: لا يعيب الفتاة شيء, وفيها من الصفات ما يجعلها زوجة رائعة, لكن قلبي مال إلى صديقتها ولا أدري سبباً لذلك. كثير من أمور حياتنا لا يمكن التنبؤ بها أو التوقف أمامها والتركيز على استقراء ما تخفيه عنا, أو تدوينها ضمن الأمور المعلومة, فهناك مراحل كثيرة في حياتنا كانت جميلة ومفرحة أتت إلينا أو أتينا إليها صدفة دون تخطيط مسبق منا, بنينا عليها حياة كاملة متكاملة لتصبح أشبه بالقواميس المختصرة, لذا كان من العبث محاولة استقراء طيات ما يحدث حولك إن كان ساحراً؛ بل حول رتابة الحياة اليومية إلى قطعة من السكينة المفرحة. لا تخلط الأوراق لتبحث في إطار أفق ممتد مفتوح تسعى جاهداً إلى تأطيره حسب ما تريد, إنه قانون الله في الأرض, وقدره الذي لا تحكمه عقولنا القاصرة التي لا تعترف بترتيب النتائج المسبقة.