يموت مواطنون بوحشية متناهية, تشرّد أسر بكاملها, تهدم بيوت, يقتل آباء على مرأى أطفالهم, تقنص أم ولا يستطع أبناؤها أن يدفنوا جثتها إلا بعد أن تتعفن, يُضرب أستاذ بعنف حتى الموت ثم يطلق عليه الرصاص ويتم التمثيل بجثته ثم يُرمى بها, مئات الطلاب محرومون من التعليم, عشرات الأسر مهجّرة في المدينة والمناطق المجاورة ولا تستطيع العودة إلى منازلها. ما سبق؛ ليست مشاهد من سوريا أو من فلسطين أو .. , هي مشاهد حقيقية في تعز, يعلم بها وبتفاصيلها مسؤولو المحافظة, يسمع بها كل أبناء تعز, لا أحد يحرّك ساكناً, لم تقم قيادة المحافظة بواجبها العملي تجاه قضية؛ حلّها يحتاج لإرادة وطنية صادقة, لم نسمع تحركاً عملياً لقيادة المشترك للضغط باتجاه وقف الوحشية في صبر. لأكثر من مرّة؛ قامت الدنيا ولم تقعد, من أجل قرارات تتعلق بتحسين المدينة, وشاهدنا الأمن يتحرك بقوة, لكن الدماء التي تسيل من جبل صبر وتمر من المجلية؛ المنطقة التي يسكن فيها أغلب مسؤولي المحافظة, وتنتهي بالمدينة حيث مقرات الأحزاب لم توقظ في ضمائرهم الشعور بالمسؤولية, باستثناء قرارات معلنة لا فعل لها على الأرض، وتنديدات خجولة تشجع القاتل على القتل, والضحية على التفكير برد مماثل من العنف؛ للانتقام. هناك أخبار عن نافذين في تعز, يتاجرون بقضيتي قراضة والمرزوح, يمدون المواطنين بالسلاح, ويساهمون في تأجيج الصراع بين المنطقتين, بدل أن يقوموا بالسعي لحلها, وهناك مثقفون في المدينة يتحدثون بحزبية مقيتة عن صراع اجتماعي حول عين ماء, ليديروا كفته باتجاه جعله صراعاً سياسياً بين حزبين. ما بين قراضة والمرزوح عين ماء, القضاء حسم أمره فيها منذ زمن مضى, لكن المسؤولين الذين لا يرغبون في تنفيذ حكم قضائي واضح, وأبناء المدينة بمختلف توجهاتهم الذين لا يؤرقهم القتل شبه اليومي, ولا يزعجهم دوي الرصاص كل ليلة, كل هؤلاء جميعاً يشاركون في جعل النفوس الطامعة التي تريد أن تشرب لوحدها تحوّل عين حياة إلى عين موت. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك