من المسلم به يقيناً أن العدوان الصهيوأطلسي على سوريا لن يتوقف حتى وإن سقط النظام القائم لا سمح الله فهذا العدوان قائم ومرتبط عضوياً باستراتيجيات العدوانية الصهيونية وأطماع الهيمنة الأطلسية ،لذلك فتراجع حدة التهديدات الأطلسية تأجيل زمني لعدوان محتمل في المستقبل المنظور ومن المرجح أن يكون شاملاً. يستدعي العدوان المتوقع ذرائع كافية لحشد دولي واسع أو لإعاقة حق النقض في مجلس الأمن من قبل روسيا والصين. لذلك أتوقع حدثاً في سوريا بالفظاعة الكافية لتبرير العدوان الشامل وتوفير غطاء دولي لا نستبعد صدوره من مجلس الأمن ،لأن الفظاعة التي ستاتي به الأحداث في سوريا بالكيميائي أو بغيره ستجبر الفيتو على التواري خلف الامتناع عن التصويت على أقل تقدير. قد نستبعد الفظاعة المطلوبة لتبرير عدوان شامل لكننا لا نستبعد أن هذا العدوان الشامل سيتحقق بالذرائع الراهنة بعد حشد التحالف الدولي المعادي لسوريا وتأمين الكيان الصهيوني من رد فعل سوري يشمل فلسطينالمحتلة وينتقل بالأزمة السورية إلى مستوى الحرب الإقليمية بين سوريا و«إسرائيل» من المؤكد يقيناً أن جنيف خالية من مكان لسوريا أو لأزمتها المعقدة ولذلك فالعدوان الصهيو أطلسي المؤجل قد يستمر بالصورة التي ظهر بها منذ عامين ونصف وبزيادة في القوة ودرجاتها التدميرية للأرض والإنسان وذلك في سياق استراتيجية عدوانية تترقب فرصتها لإسقاط سوريا وإخضاعها للهيمنة الصهيوأمريكية. ومن المحتمل أيضاً توفير ذرائع العدوان الشامل بوسائل منها استفزاز تركي أو إسرائيلي وأياً كانت الذرائع فإن العدوان القائم والقادم معاً يكشفان بوضوح تام أن الأزمة السورية في المنطلقات والمسارات الحاكمة لحركتها خلال سنتين ونصف أزمة هي العدوانية الصهيونية في المحيط العربي وإن تجسدت في الواقع بغطاء من الصراع المفتعل بين السلطة والمعارضة على الانتقال السياسي نحو الديمقراطية والحريات. ما يمكن استخلاصه من سياق الأزمة في سوريا باعتبارها تجسيداً للصراع العربي الصهيوني أن الصراع مستمر وأن العدوانية لن تتوقف تأسيساً على الطبيعة الوجودية لهذا الصراع. [email protected]