لن يكون الدور العدواني ل"الجزيرة" ضد الأمة في القطرين الليبي والسوري آخر المهام التي قامت هذه الفضائية بأدائها في سياق المشروع الصهيوصليبي، ذلك ان المشروع العدواني على الأمة لن يتوقف عند حدود معينة في الجغرافيا السياسية للصراع العربي – الصهيوني، ذلك ان هذا الصراع كان وسيبقى صراع وجود، أي أنه صراع يستهدف وجود الأمة العربية ومصيرها. تعمل فضائية "الجزيرة" بكلما أوتيت من قوة وإمكانيات تقنية وفنية على تضليل الجماهير العربية واقناعها بأن الحلف الصهيوصليبي يقود ثورة الشعب العربي في سوريا والجماهيرية الليبية، ويهدف من خلال أعتى وأحدث أسلحة الإبادة والدمار إلى تحرير الليبيين وحماية المدنيين من عمليات القتل التي قيل بأن العقيد معمر القذافي كان ينوي تنفيذها في المناطق التي سيطر عليها المتمردون بقوة السلاح في شرق ليبيا. يوم استضافت الدوحة اجتماع ما يسمى "مجموعة الاتصال" الخاصة بليبيا، كان الفيلسوف الصهيوني برنار هنري ليفي يدير أعمال الاجتماع ويواصل دوره المحوري في تدبير وتنفيذ التآمر العدواني على ليبيا، وليفي المعروف بصهيونيته المتعصبة بتطرف شديد للكيان الصهيوني، ظهر يوم 26 فبراير 2011م في بنغازي، وهو يمزق علم الجماهيرية الأخضر ويرفع بدلاً عنه العلم الذي يرمز للنظام الملكي والقواعد العسكرية التابعة لواشنطن ولندن والمستوطنين الطليان قبل قيام الثورة، والتحول إلى الجمهورية في الفاتح من سبتمبر 1969م، وطرد قواعد الاحتلال العسكري ومئات الآلاف من المستوطنين الطليان. أثناء اجتماع مجموعة الاتصال بالدوحة، استضافت فضائية "الجزيرة" الصهيوني برنار ليفي الذي تحدث عن الثورة التي يقودها في ليبيا حلف الأطلسي، وحين تحدث ليفي عن اتصالات يشرف عليها بين قيادة التمرد العسكري في بنغازي ورئيس حكومة الكيان الصهيوني، سعت "الجزيرة" إلى نفي الخبر، لكنها اتجهت نحو تصوير الواقعة كحدث قد يضر ما تسميه "الثورة"، مطالبة قيادة التمرد بالحرص على سرية مثل هذه الوقائع وإلزام ليفي تجنب تسريبها إلى وسائل الإعلام. فضائية "الجزيرة" تعتقد ان العقل العربي مفرغ من ذاكرة تاريخية يتملك بها وعياً قادراً على ربط الوقائع وعلى كشف الصلة بين الماضي والحاضر وتفسير حركة التاريخ واستشراف المستقبل، لذلك لم تتحدث عن استضافتها ليفي في حصاد الثلاثاء 5 ابريل الماضي، وقد كتبت عن ذلك في حينها كاشفاً الحقيقة الصهيونية في العدوان على ليبيا، ذلك ان ليفي ليس مجرد فيلسوف صهيوني متعصب للكيان الصهيوني فحسب، بل هو مستشار للرئيس الفرنسي، وسر الدور الفرنسي المتحمس للعدوان على الجماهيرية الليبية. إن خطورة العدوان الإعلامي الذي تمارسه فضائية "الجزيرة" القطرية ضد الأمة العربية يكمن في تضليل الرأي العام العربي عن حقيقة العدوان التاريخي للحلف الصهيو صليبي، والتلاعب بعقل المواطن العربي ليقتنع ان الحلف الأطلسي وقادته سياسياً وعسكرياً، أصبحوا قادة التحرر، وأنصار الحق العربي في الحرية والعدل، ومن المؤكد ان فضائية "الجزيرة" ليست هي الوحيدة في العدوان الصهيو صليبي إعلامياً، لكن هذه الفضائية تتميز بكونها الوحيدة التي اكتسبت ثقة الجمهور العربي، قبل انكشاف حقيقتها مؤخراً، وهي القادرة على تضليل الرأي العام العربي بفضل هذه الثقة، فالبقية من فضائيات العدوان مكشوفة بكونها أدوات إعلامية لاستراتيجيات الحلف الصهيوصليبي. تتكتم فضائية "الجزيرة" على فضائع الدمار والإبادة التي تلحقها الترسانة العسكرية للحلف الأطلسي في مدن وقرى ليبيا وبين مواطنيها، وهو تكتم تفرضه حقيقة التمويل المالي القطري للعمليات العدوانية، وتحول "الجزيرة" من وسيلة إعلامية إلى مركز تعبوي وتحريضي شعاره "الجزيرة شعب يصنع ثورته" و"الثورة تغطية مستمرة"، لكن دور هذه الفضائية في خدمة أطماع الصهيونية في الثروة العربية وتقسيم أقطارها من جديد.
