بعد تخزينة كانت لرأس الأمن والأمان وهموم مواطنين صوت ضجيج مولّداتهم الرخيصة يكاد يذهب بكيف قات معاليه, يتكئ ويتأمل البلاد من أعلى، ويلحظ وهو يمسح على شاربه الظلام الدامس الذي يلفّها من كل صوب، مع العلم أن معاليه لا يفقه كثيراً عن معاناة الظلام وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ولأيام على حياة المواطن العادي, فمعاليه يملك «مولّداً كهربائياً» بإمكانه إنارة شارعين..!!. يرن هاتفه ليوصل له الأشاوس الساهرون على أمن الوطن منجزاً خطيراً وكبيراً يضاف إلى منجزات معاليه منذ تولّى الوزارة، فهاهم وبعون الله وبحمده قد تمكّنوا من التوصل إلى اسم معتدي الكهرباء الجديد، وبدورهم قد أبلغوا عنه كل وسائل الإعلام وسينشر اسمه في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, فلابد للشعب أن يعرف غريمه, وأن البلد «مش فوضى»..!!. لكن مهلاً معاليه لم يكن يعرف أن الكهرباء مقطوعة, فقد ظن لوهلة من متكئه المرتفع أن الناس في عهده فقط أمنوا فناموا باكراً ولا شيء أكثر. فيا ترى ما الذي تتوقّع وزارة معاليه ورجاله الأشاوس من نشر اسم المعتدي؛ هل يتوقّعون أن يتطوّع مواطنون للقيام بمهمة البحث وإلقاء القبض مثلاً..؟!. إن كان الأمر كذلك فليسهّل المهمة معاليه وينشر صورة للمعتدي، وحبذا لو كان «فيديو مباشر من قلب الحدث» ليؤكد صحوة رجاله وتيقظهم, فيديو مباشر من لحظة الاستهداف والاعتداء على البرج أو الأنبوب لتكتمل المسخرة من ذاك الإعلان. يبذل معاليه جهوداً جبارة؛ لكن لا أمن ولا أمان, ومسلسل الاغتيالات المرعب وحلقاته صارت أشد بشاعة وعنفاً, فجنودنا يُذبحون بالسكاكين وبطريقة لا تفوقها بشاعة إلا استمرار معاليه وإصراره على البقاء في منصبه؛ حتى صغارنا لم يعودوا مستثنين من ذاك العنف والإجرام. «درّاجات الموت» تطارد رجال الأمن في كل مكان, وتترصّد خطاهم رصاصات الغدر من كل اتجاه، ومازال للمسلسل بقية, ومعاليه وبقية الراقصين على جماجم مواطن مذبوح من الوريد إلى الوريد بفشلهم يرفضون الاعتراف أنهم ليسوا سوى مجموعة من «الفشلة» ويقومون بتقديم الاستقالة الجماعية كرد اعتبار واعتذار لوطن ومواطن ائتمنكم فخذلتموه أيما خذلان. يرفض، وفاقكم رغم فداحة ضريبة فشلكم الاعتراف أن المحاصصة والمناصفة قضت على مبدأ الكفاءات والتغيير وبقسوة، ولعل المشهد اليوم واضح كالشمس لا لبس فيه, ولا مجال للتملُّص والهروب من المسؤولية والتبرير أن المؤامرة أكبر من أن يتغلّب عليها «نصف سلطة». فشلكم تجاوز للأسف كل الحدود, وفاق الوصف, وتعدّى مقدّرات البلد وأمواله, ووصل إلى حرمة الدم فأصبح مسفوكا ًهنا وهناك دون أي ذنبٍ أو قيمة, ولم يحرّك على غزارته لوفاقكم ساكن. ورغم كل هذا الفشل سيواصل معاليه مع البقية رؤية الظلام والموت يغتال البلد بأكمله, ويفتك بكل بصيص ضوء، ويخنق بقسوة آخر أنفاس المواطن، والوطن الذي لم تعد ترتفع من أرضه نحو السماء إلا دعوات: «ربِّ لا تذر للفاسدين و الممجرمين في هذا البلد دياراً». رابط المقال على الفيس بوك