بعد فضيحة لاعب كرة القدم العالمي ليونيل ميسي الذي طالته يد القانون قبل عدة أشهر لتهربه ووالده عن دفع الضرائب المستحقة..وأمثالهما عشرات آخرون من المشاهير في عالم السياسة والفن والتجارة يخضعون لسلطة القانون في الوفاء بالتزامات المواطنة سواء لهم أو عليهم..وها هي فضيحة أخرى تطال شخصية سياسية بارزة تسقط تحت سطوة القانون الذي يعامل الناس سواسية كأسنان المشط.. وأعني بهذه الشخصية السياسية البارزة رئيس وزراء إيطاليا السابق..« سيلفيو برلسكوني» الذي سقطت كتلة حزبه البرلمانية مؤخراً إثر خلافات سياسية مع شريكه في الائتلاف فضلاً عن قضايا فساد وتهم تهرب ضريبي. أعيد التذكير بمثل هذه الدروس التي تؤكد على أمرين حميدين ومقارنة بائسة، أما الأمران فأولهما أن هذا الدرس يعلمنا بأنه لا أحد فوق سلطة القانون.. وثانيهما أن القضاء في تلك البلاد لا سلطان عليه.. أما المقارنة البائسة فتحدث في بلادنا إذ لا أحد يمتثل للقانون فضلاً عن أن سلطة القضاء مختلة في الأساس. وللتدليل على ذلك فإننا سنجد أن التهرب الضريبي –على سبيل المثال- يمثل صداعاً مزمناً للاقتصاد الوطني ،حيث تضيع مليارات الريالات سنوياً جراء تفشي ظواهر التهرب الضريبي الذي يعمل القائمون على المصالح الإيرادية بذل جل طاقتهم لمحاصرته والحد منه. وبالمناسبة يُذَكِّر الأستاذ أحمد بن أحمد غالب، رئيس مصلحة الضرائب بأهمية تضافر الجهود في هذا الإطار وحشد التوعية الضرورية بمخاطر هذا التهرب على الاقتصاد الوطني، مؤكداً في هذا السياق أن ثمة ارتفاعاً ملحوظاً للعائدات الضريبية بفارق 57 مليار ريال للفترة حتى يوليو لهذا العام مقارنة بالعام المنصرم، وهي نتاج لتفعيل آليات التحصيل الضريبي المتزامنة مع استتباب الأوضاع الأمنية وحالة التفاؤل التي تسود الأجواء السياسية راهناً في البلاد.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقليص حجم النفقات في الموازنة الجديدة سيؤثر سلبياً على إجمالي حجم الإيرادات الضريبية للفترة القادمة. وإذا كانت الإيرادات قد حققت مؤشرات إيجابية لهذا العام بالمقارنة مع الأعوام المنصرمة، فإنها لا تمثل كما يقول رئيس مصلحة الضرائب الطموح بالنظر إلى حجم التهرب الضريبي.. بمعنى آخر إنه لو التزم جميع المكلفين الوفاء بتسديد التزاماتهم الضريبية والجمركية إلى خزينة الدولة، لكفى ذلك اليمنيين مذلة السؤال. رابط المقال على الفيس بوك