في هذا العام بدأت مصر تحتفل بانتصارها في حرب أكتوبر، وهو نصر في الأول للجيش المصري والجيش السوري، وسوريا تحتفل به سنوياً.. أما في مصر فذكرى انتصار السادس من أكتوبر كانت قد نسيت.. لكن هذه السنة بدأ الاحتفال بهذه الذكرى في مصر مبكراً.. وبالتحديد منذ حلول اليوم الأول من أكتوبر.. مع أن هذا النصر قد أرّخ على أنه انتصار ال6 من أكتوبر، وكان يحتفل به في السادس من أكتوبر أثناء الرئيس الراحل محمد أنور السادات. إن انتصار الجيش العربي المصري، ومعه شعب مصر على العدو الصهيوني في حرب أكتوبر في 1973م لم يكن يخص مصر وحدها.. بل كان نصراً لكل العرب وبالذات سوريا جيشاً وشعباً؛ لأنها كانت شريكة لمصر في الحرب، كما هي اليوم شريكة لمصر في محاربة الإرهاب. - هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى كان هناك إسهام عربي في هذه الحرب من قبل العديد من أقطار الوطن العربي؛ فاليمن وضعت باب المندب تحت تصرف البحرية المصرية، والملك الراحل - رحمة الله عليه - فيصل بن عبدالعزيز - ملك السعودية- أوقف ضخ النفط ومنعه عن أوروبا والولايات المتحدة وكل من يقفون مع العدو الصهيوني، وكذلك العراق.. وهناك أقطار عربية شاركت بوحدات رمزية عسكرية في الحرب، وقدمت العديد من البلاد العربية ما كانت قد احتاجت له مصر آنذاك من العلاج والأطباء والغذاء والوقود وغيره.. فكان النصر عربياً بكل ما تعنيه الكلمة.. وإن كان شعب وجيش مصر وشعب وجيش سوريا قد تحملوا أعباء الحرب في معظمها.. ففي الأول والأخير النصر كان للعرب.. وعلى عدو العرب جميعاً وعدو المسلمين وعدو كل القوى الخيرة والإنسانية والمحبة للسلام في العالم. - من جانب آخر حقق فيها الجيش العربي المصري المعجزة في الخداع الاستراتيجي الذي استخدمه السادات ببراعة، أما الجيش فقد عبر حواجز مائية «قناة السويس» وحاجزاً ترابياً بعد القناة وحاجزاً دفاعياً آخر هو «خط برليف» الذي يعد من أصعب الحواجز الدفاعية العسكرية في العالم.. وعليه يحق لمصر وسوريا واليمن وكل أقطار الوطن العربي أن يحتفلوا بهذه الذكرى سنوياً، والتي كانت في السنين الأخيرة تمر دون أن يلتفت إليها أحد.. أما هذه السنة فها هي الاحتفالات في مصر قد بدأت مبكراً، وفي ظل أوضاع جديدة في مصر تنظر إليها القوى الوطنية والقومية والتقدمية في الوطن العربي بتفاؤل كبير وأمل عظيم في أنها - أي التحولات المصرية الأخيرة - تبشر العرب باستعادة المجد العربي، وتؤسس لوجود عربي حر مستقل سيد على أرضه.. فمصر تملك الإمكانات الجيو عسكرية والجيو أمنية والجيش القوي ومقومات الإنتاج والمساحة والسكان الكبيرين والجغرافيا وبقية المؤثرات الأخرى. وعليه فنحن نحتفل مع شعب وجيش وأمن مصر بهذه الذكرى، وكذلك مع شعب وجيش سوريا الذي كان شريكاً مباشراً في هذه الحرب، والنصر نيابة عن كل العرب، وصنعوا الانتصار للعرب جميعاً.. ومازال العرب يعوّلون على مصر وسوريا وجيشهما على تحقيق الانتصار على قوى الإرهاب والضلال والظلام وعلى الصهيونية. رابط المقال على الفيس بوك