رغم خطورة المرحلة التي تمر بها اليمن.. الا ان اليمانيين هم اهل ايمان وحكمة، وسيخرجون بمشيئة الله تعالى الى رؤى توافقية ترضي جميع الاطراف المشاركة في مؤتمر الحوار.. اما الذين يبثون سمومهم الناقعة لتلويث الاجواء سياسياً وأمنياً هم اصحاب المشاريع الصغيرة الذين لا هم لهم الا اثارة القلاقل والفتن والأزمات، واشاعة النعرات المذهبية والطائفية حتى يعيش الوطن في اضطرابات وصراعات.. وتظل مشاريع تقسيم اليمن هي ابرز ثمار بقايا النظام السابق.. يا أبناء الوطن الشرفاء وعلماءه الاجلاء.. ورجالاته الاوفياء أنتم أدرى بما يُحاك ضد الوطن من مؤامرات ودسائس يقودها المأزومون فكرياً.. والمنهزمون نفسياً.. والمهووسون عقائدياً.. محاولين ارجاعنا الى ما قبل الثورة.. الى عهود الظلام والتخلف والكهنوت والحكم الاسري الطائفي السلالي البغيض.. لا داعي لمناقشة أمور وقضايا رحلت واندثرت منذ اكثر من خمسة عقود.. هل الامامة هي الاصلح أم ناقة صالح أو صويلح؟!.. الوطن الآن يعاني.. والمواطن جالس على صفيح ساخن من المعاناة.. ويبقى هناك أمل بصيص مرهوناً بالرجال الشرفاء المخلصين والوطنيين لانقاذ الوطن ارضاً وانساناً ووحدةً مما هو فيه.. المشكلة القائمة اليوم من يحكم اليمن.. هل الرئيس السابق وحاشيته ام حكومة الوفاق؟!.. للأسف الشديد معظم المناصب السيادية تتم عبر أسس الولاءات السياسية والحزبية والمناطقية وتبادل المصالح بدون اي مبرر قانوني او دستوري.. الوطن اصبح في كف عفريت.. اما الاتكاء على تبادل الادوار والمسرحيات بين الماضي والحاضر لن يبني الوطن.. ومهما كان أثر النظام القديم متغلغلاً ومتجذراً في مؤسسات الدولة مدنياً وعسكرياً وأمنياً.. فلابد له من لحظة سقوط مروّع.. لأنه ما بني على باطل فهو باطل.. وما بني على جرفٍ هار فهو ساقط لا محالة.. ما يدور خلف الكواليس وغرف العمليات السرية هو نتاج الفساد السياسي والاقتصادي.. لأن الذين يجرون الوطن الى المشاريع الصغيرة.. والمساحات الساخنة هم اصحاب المصالح المتبادلة.. والولاءات الضيقة.. علينا في الوقت الراهن فتح صفحة جديدة قبل فوات الأوان.. المطلوب الآن هو العمل لبناء اليمن اقتصادياً.. فالاقتصاد هو السياسة.. فالدولة لا تقاس قوتها ورقيها الا بالاقتصاد.. فاذا انهار الاقتصاد انهار كل شيء في الوطن.. فمن يملك قوة اقتصاده يملك قراره السياسي.. دون ذلك سنظل بلداً بلا هوية وبلا ملامح.. وهذا ما نخشاه..!!.. مشكلة اليمن اليوم هي الصراع على السلطة والثروة.. وهذا ما ادى الى التقاسم الحزبي والتحاصص السياسي.. والمواطن هو الضحية.. علينا ان نعي دروس الماضي قبل ان تكون هناك حكومة فيدرالية قائمة على نظام الاقاليم لابد ان تكون هناك اولاً حكومة مركزية قوية مسيطرة وقراراتها نافذة وناجزة.. أما إصدار القرارات جزافاً وعشوائياً دون دراسة أو بحث أو تمحيص فهذا سيقود البلاد الى أنفاق داكنة السواد.. و أملنا كبير في ان ترى نتائج وقرارات مؤتمر الحوار النور قريباً.. فالمرحلة الانتقالية برغم تحدياتها.. وعقباتها إلا أن اهدافها لم تتحقق ما لم تكن هناك رؤى واضحة لمشروع وطني حقيقي شامل ومتكامل لبناء دولة يمنية حديثة، قائمة على النظام والقانون والعدالة والحرية والمساواة.. أما مأساة النرجسيين الذين أفسدتهم المطامع وحب السلطة والثروة بأفكارهم العقيمة.. وسلوكياتهم المشينة.. تناسوا في زخم الحياة وضوضائها ان أسمى وأعلى مراتب الوطنية الحقيقية هي الحب والإيثار والتضحية والوفاء للوطن ارضاً وانساناً ووحدةً وهويةً.. ونحن متفائلون كثيراً بان اليمن سيشهد قريباً طفرة اقتصادية نوعية فريدة في المنطقة.. وان نتائج الحوار رغم المخاض العسير سيرى النور قريباً.. ويخرج بنتائج طيبة وسينتصر للإرادة اليمنية بإذن الله.. (والله غالب على أمره.. ولكن اكثر الناس لا يعلمون).. صدق الله العظيم.. رابط المقال على الفيس بوك