وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه رغم اختلاف الزمان والمكان.. ها نحن نحتفي بالعيد الذهبي للثورة الأكتوبرية.. أن نجد في هذا الزمان -للأسف الشديد- عقولاً تفكر تفكيراً تشطيرياً ساذجاً بفك الارتباط.. هذه النظرة القاصرة التي تدل على تفاهة وقصور وعجز معتنقيها رغم أنهم يحملون مؤهلات عالية، ولكن عقولهم محتواها فارغ لأنهم نشأوا وترعرعوا في أحضان الثقافات الشمولية المكبلة بالقيود والأغلال الفكرية الأيديولوجية المؤدلجة لخدمة نظام عميل خائن هدفه تمزيق الوطن.. وطمس هويته اليعروبية الأصيلة.. للأسف الشديد بعد مرور خمسين عاماً أو يزيد من عمر الثورة السبتمبرية الأكتوبرية، أن نجد مثل هذه العقول الهشة المؤدلجة بالفكر التشطيري الحاقد على اليمن أرضاً وإنساناً ووحدةً وهويةً وانتماءً.. ويكفي الوطن خلطاً للأوراق الصفراء مع الحمراء.. وهذا ما عانى منه الوطن ماضياً وحاضراً. مشكلة اليمن اليوم تكمن في ترحيل القضايا والمشكلات عاماً بعد عام والتي عانى منها المواطنون ماضياً.. وحاضراً.. فالذين يحاولون أن يلعبوا في الوقت الضائع.. ويقومون بتنفيذ أجندتهم التآمرية في محاولة يائسة لإرجاع الوطن إلى عهود ما قبل الثورة هم واهمون.. ستظل مآثر الأحداث والبطولات والتضحيات والدماء التي روت الأرض اليمنية محفورة في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل إلى قيام الساعة.. فالثورات العظيمة لا تموت بل ستظل كالعنقاء تخرج من بين الرماد وتزداد قوة وصلابة وشموخاً.. وحياة من جديد.. رغم حلول العيد الواحد والخمسين والعيد الخمسين للثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» المجيدتين إلا أن هناك ديداناً وجراثيم فتاكة منذ عهود الإمامة والاستعمار القديم الجديد تعبث بمقدرات الوطن ومنجزاته وتبث سمومها الناقعة في أوساط هذا الجيل، بنشر أفكارها المنحرفة الضالة المضلة الفاسدة.. وليكن في علم الجميع أن الأحداث والأزمات والتحديات لن تزيد هذا الشعب إلا رسوخاً وثباتاً على المضي نحو تحقيق أهدافه مهما كلفه ذلك من ثمن باهظ.. فالشرفاء الوطنيون المخلصون لا يعرفون التراجع إلى الوراء.. مهما كان حجم التحديات.. فالوطن لا يباع.. ولا يشترى مهما حاول المأزومون بافاعيلهم الدنيئة.. أو شعاراتهم الرخيصة.. أو إشعال الفتن هنا أو هناك.. أو بافتعال الأزمات.. فالشعب اليمني شعب صبور غيور علمته الأحداث والأزمات أن لا مستحيل تحت الشمس- رغم القبضة الحديدية للنظام السابق الذي عمل على تخويف وترهيب المواطنين بواسطة أدواته الاستخباراتية المكممة للأفواه والأفكار إلا أن الشعب عرف طريقه وشب عن الطوق.. وليكن احتفاؤنا باليوبيل الذهبي للثورة الأكتوبرية نابعاً من قيمنا الروحية.. وموروثاتنا الحضارية، وارثنا الثقافي التاريخي الضارب جذوره في التربة اليمنية.. فعهد الولاءات المذهبية أو الطائفية أو الأسرية أو السلالية قد ولى واندثر دون رجعة.. فما كان رماداً لن يعود ناراً.. فهاقد جاء عهد جديد ليمن جديد بعزائم رجال شرفاء أوفياء أمناء.. فلنعمل جميعاً كفريق واحد وعلى قلب رجل واحد من اجل بناء الدولة اليمنية الحديثة.. واليمن الجديد.. ويكفي خراباً ودماراً أيها المأزومون.. فالتاريخ لن يرحمكم.. والأجيال ستظل تلعنكم مدى الزمن.. وصدق المثل القائل: «ما بات عند جارك اصبح في دارك».. وان غداً لناظره قريب..!!.