لا يختلف احد من الناس ان اليمن قادم على اشراقات عهد جديد.. وبشائر الخير آتية بإذن الله.. رغم ما يدور في الزوايا والدهاليز من تباينات فكرية هي نتاج تراكمات سياسية وثقافية ماضوية سرعان ما تتلاشى عندما تشرق شمس التوافق الوطني.. فالقلوب التي مُلئت صدأً.. ستملأ القاً ونوراً.. والعقول التي مُلئت جهالةً ودكانةً.. ستملأ علماً ومعرفةً ووطنيةً.. فعهد الولاءات المكبلة بقيود الاسرية والمناطقية والطائفية والمذهبية قد حمل عصاه ورحل دون رجعة.. والذين يحاولون الرقص على رؤوس الثعابين قد ولّى واندثر عهدهم.. فمنطق التاريخ يرفض عودة عقارب الساعة الى الوراء.. والذين يفكرون او يحلمون بعودة الماضي.. كمن يدعون احياء الموتى.. وهذا ضرب من المستحيل.. فعليهم ان يعوا ان التغيير سنة من سنن الكون.. ولولا التغيير لما ساد الكون واستمرت الحياة.. لا ننكر ان هناك تحديات تواجه اليمن.. وهذا شيء بد يهي موجود في كل دول العالم.. ولكن علينا ان ندرك ان مصلحة الوطن العليا هي الابقى.. وهي الاسمى.. فوق كل آمالنا وطموحاتنا.. رغم ان هناك ابواقاً مسمومة.. وعقولاً مأجورة.. وافكاراً مأفونة تُحاول بث روح الفرقة والتمزق والانتقام بزرع النعرات المذهبية.. وإثارة الفتن المناطقية والطائفية بين ابناء الوطن الواحد.. وهذا ما يحلو لهم.. لأنهم ترعرعوا وتربوا في مستنقعات راكدة وعقيمة.. فهم مهما تلونوا او بدلوا جلودهم كالثعابين الا ان سمومهم ناقعة.. ولكن الزمن كفيل بتعريتهم وكشف سوآتهم عاجلاً أم آجلاً.. مصداقاً لقوله عزوجل: (ولا يحيق المكر السيء الا بأهله).. ان وصول تلك الفئة الباغية المتمردة -فكراً ومعتقداً- الى مبتغاها امر مستحيل.. فما عليها الا ان تثوب الى رشدها وعقلها قبل فوات الأوان.. مهما رفعوا من شعارات فضفاضة.. ولافتات براقة فإن تاريخهم مليء بالاحداث الدامية.. والمواقف السوداوية.. والاعمال الاجرامية.. وعليهم ان يغلبوا مصلحة الوطن العليا على مصالحهم الآنية او الذاتية.. سيظل الوطن شامخاً منتصراً لارادة شعبه مهما تنوعت ادوات او وسائل العملاء والمتآمرين والمارقين فإنهم سيحرثون في سراب.. اما المعدن الاصيل سيظل اصيلاً رغم ثوران البراكين، وتصاعد السنة اللهب في السماء.. ومن رحم الازمات والشدائد والدياجير المظلمة تبزغ خيوط الفجر الزاهر!!.. رابط المقال على الفيس بوك