( الإقرار بدور تعز ثقافياً وبالقامات الثقافية وتذكرها ب ( خطة قلم ) لايُعطي المكانة الحقيقية، فالمرور الموسمي، أو حين تُغادرنا تلك القامات،هو مؤشر لتحنيط سلبي يؤكد إجحافنا في حق تعز والقامات الريادية). ذكر تعز يعني أنك تضع يدك على مكنون ثقافي متنوع، ولايعني انعدام الثقافة في بقية مساحة الوطن، فوجود الوعي الثقافي هو وجود الحاضر الجميل للإنسان، وتعز مع فترات الزمان يتجدد تاريخها الثقافي، ويتجدد معها الإثراء سواء في ظهور شخصيات التنوع ومجالاته، وهذا هو رصيد الامتداد الذي يستند عليه الوجه الثقافي لها، وكل منطلقات التغيير ترتكز على مدى سعة الوعي ، والتغيير في مخرجات الوطن للمستقبل الأفضل ترتكز على سعة الوعي الثقافي، ولا يُكتب للتاريخ الثقافي الحياة إلا تم توظيفه ليظل محفوراً في عقول وقلوب الأجيال المتتالية، ومن هنا لايكفي التغني بالتاريخ الثقافي، والاسم الثقافي، بل يتحتم الحفاظ عليه، والتصعيد الإبداعي له، واستمرارية تجدده، واعداده ثقافياً كوجه وواجهة. مما يضيق المعنى لتعز ثقافياً حصرها في جانب محدد، وهو الاكتفاء بنتاج الماضي، والاحتفاء بالمسميات، والاحتفاظ بما تبقى من أطلال ( إطلالات ثقافية) . وليست ثقافتها في إحياء منتديات المؤسسات، والمراكز بشكل متواضع وخجول، وتواضع مكتباتها وروادها، بل لابد أن تكون بقدر حجمها وتوهجها، وأن تنبعث منه تحت رماد الموات المثخن الذي أصابها إلى حياة أجد ليُعمم ثقافتها من الشارع الثقافي إلى النخبة الثقافية. والذي نلمسه أن ثقافة تعز تحولت من ثقافة الوعي وسلاح الكتاب إلى موت الثقافة وثقافة الرصاصة، ولاعزاء فنحن من شاركنا في وأد حقيقية ثقافتها وحلمنا الكبير بها، فالمؤسسات الرسمية في سبات شتوي، والجهات ذات الجهود الذاتية في غياب للرؤية الثقافية وعدمية الامكانيات، وضعف التواصل. تعز ثقافة بلا ثقافة فلا صحيفة ثقافية ولا حراك ثقافي ولا منتدى ثقافي، ولا مقهى ثقافي، ولا استعداد ثقافي، والقامات الثقافية التي مكنت لتعز مكانتها وديمومة توجهها تبدد ذكرها، وتم تناسيها والتنكيل بدورها الريادي، فاستكانت لمنفى الروح، أو لعزلة الذات. هل طفت حول مكتبات تعز وطلبت إحدى المجلات الثقافية أو الصحف الثقافية العربية ستجد صفعات الخيبة تتوالى عليك، كأن تعز الثقافية تعيش حصاراً ثقافياً ، فيكفي لتعز وأبنائها المسمى، فهل نتعافى وتعز، أم أن خيارنا المحتوم أن نظل وتعز الثقافية في احتضار حتى يأتينا اليقين؟! رابط المقال على الفيس بوك