من يخرج عن الإجماع الوطني سيجد نفسه خارج التاريخ.. هذا ما قاله الرئيس (هادي) في كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار أمس ...وكان يتحدث عمن أسماهم المزايدين والمتاجرين بالقضايا الوطنية وبعض من يزايد ويبتز اليمن لصالح أجندة صغيرة.. نعم هناك من يمارس عملية ابتزاز لليمن وشعب اليمن في هذه اللحظة الحرجة ظناً منه أن بمقدوره أن يحصل بالابتزاز ما لم يحصل عليه بالعنف والحرب والفوضى.. بعض ممثلي الحراك وقضية صعدة هم من تأخروا عن حضور الجلسة مع أن الجامع بينهم لاشيء سوى التعاون على الإرباك والابتزاز للأسف الشديد ...اصدروا بياناً على شاكلة ضرورة أن تنفذ مطالب الحراك فيما يخص القضية الجنوبية بالصورة التي يرضى عنها «ممثلو الحراك» وأن تحل قضية صعدة بالصورة التي يرضى عنها «أنصار الله» هذا بيانهم، مع أن ممثلي الحراك وانصار الله ليسوا هم كل القضية الجنوبية ولا كل قضية صعدة وهذه حقيقة يحاولون إغفالها دون جدوى.. هل رأيتم متحاورين يتحدثون على هذا النحو «اشتي لحمة من كبشي واشتي كبشي يمشي» إذا كان الأمر كذلك فلماذا حضروا للحوار إذا كان عليهم أن يقدموا أوامرهم للتنفيذ أو الفرض بعيداً عن طاولة الحوار الذي يعني تفاهمات وتنازلات لصالح الوطن وعموماً. إن الوطن بحاجة إلى من يحميه من نزواتنا القديمة ومشاريعنا الصغيرة ونزوات البعض مازالت في طور المراهقة والنزق للأسف ...لا أحد يستطيع أن يجر اليمن من شعر رأسها... هذا ما يجب أن تعرفه كل الأطراف سواء كانت صغيرة أم كبيرة اليمن ستخرح من أزمتها بتوافق أبنائها وإرادة شعبها, والتوافق كما هو معلوم يستحيل فيه الإجماع الكامل.. ومن يرد أن يرغم اليمن على الانتحار سيفشل هو, وإذا أصر فلن يصيب الانتحار إلا نفسه.. ونحن لا نريد أحداً أن ينتحر.. نريد أن يسلم كل اليمنيين بسلامة اليمن ووحدة اليمن واستقراره بعيداً عن الأنانية المفرطة والتهاون في مستقبل هذا الشعب العظيم ...نحن أمام لحظة تاريخية هامة واليمنيون يكادون يتفقون على أسس الخروج من هذه الأزمة بغالبيتهم الواسعة ولا سبيل لهم غير ذلك لصالح دولة قوية وحكم رشيد وتنفيذ المشروع الوطني الذي قامت من أجله الثورات وتضحيات الشهداء وفي مقدمة ذلك الوحدة اليمنية التي كانت على رأس أحلام اليمنيين وثوراتهم الظافرة, سبتمبر وأكتوبر وفبراير, بل كانت ثورة «أكتوبر» أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالوحدة اليمنية.. فالوحدة اليمنية هي مشروع جنوبي قبل أن يتحول إلى مشروع يمني ومنجز وطني .. الوحدة التي أخذ البعض يحاربها تحت لافتة محاربة المظالم التي ارتكبها الحكام، مع أن الوحدة لم تكن طرفاً وإنما ضحية وعلى أحفاد ثورتي أكتوبر وسبتمبر أن لا يذوبوا مع أعداء الجمهورية والوحدة وأن لا ينساقوا مع المشاريع الصغيرة التي ترى أو تتوهم بأن الظرف الحرج لليمن مناسب لممارسة ابتزاز خاص وغير نظيف على حساب المشروع الوطني العام.. لقد كان الرئيس «هادي» واضحاً وجاداً في ترجمة هذه الأهداف التي تريد إخراج اليمن إلى بر الأمان وليس إلى غابة التمزق.. سيقف الإجماع الوطني عاصما ًلليمن من التشظي ودافعاً لإخراج مشروع الحكم الرشيد والوحدة اليمنية التي يجب أن نفك الارتباط بينها وبين خطايا الأشخاص.. على اليمنيين أن يرفعوا أصواتهم عالياً بنشيد الوحدة وأن يتحركوا بروح الوحدة فهي العاصم من التهاوي السحيق... لنكمل مشوار آبائنا وأجدادنا الذين استشهدوا وناضلوا وضحوا من أجل العدالة والحرية والوحدة والمساواة لصالح الأجيال القادمة واليمن المستقر والجميل... وعسى الله أن يهدي المتأخرين إلى اللحاق بالمركب الوطني العام ...بعيداً عن المشاريع الصغيرة.. سنظل كلنا في هذا الوطن صغاراً .. وعندما نلتف حول المشروع الوطني نصبح به كباراً ... لنكن كباراً باليمن الكبير . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك