خلال إجازة عيد الأضحى المبارك سجلت انطباعات عن الزيارة الرئاسية إلى أرخبيل سقطرى باعتبارها زيارة نوعية، أعلن فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي الأرخبيل محافظة مستقلة تضاف إلى محافظات الجمهورية الإحدى والعشرين محافظة..وبذلك تطوي جزيرة سقطرى مرحلة من التعقيدات الإدارية والبيروقراطية ، فضلاً عن تقليص عزلتها الجغرافية والمناخية لتتولى كامل شئونها الداخلية بمعزل عن الارتباط بأية محافظة أخرى . الحقيقة لقد انتظر أبناء سقطرى والكثير من المراقبين أن يعلن هذا الأرخبيل كمحافظة إثر إعلان إعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990 م وبعد ذلك إثر إعادة التقسيم الإداري الجديد .. وظل ارتباط جزيرة سقطرى إدارياً يتأرجح بين محافظة عدن تارة ومحافظة حضرموت تارة أخرى ،فيما تعيش الجزيرة معانات كبيرة للاعتبارات الجغرافية والمكانية. ومن تلك الاعتبارات، جاء التوجيه الرئاسي باعتبار أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة بمثابة البلسم على قلوب كل أبناء سقطرى وأبناء الوطن عموماً، ليس بالنظر –فقط – إلى تخفيف تلك المعانات التي يتجشمها مواطنو هذا الأرخبيل وإنما كذلك إلى أن هذا القرار سوف يتيح الفرصة أمام إيجاد تنمية شاملة وحقيقية من خلال تنفيذ مشاريع البنية الأساسية في كل أنحاء الأرخبيل ، بل لعل المزايا الإضافية التي يكتسبها هذا التوجيه الرئاسي الاستفادة من موقع سقطرى الاستراتيجي بين المحيط الهندي والبحر العربي ،فضلاً عن التنوع البيئي والمناخي وغطائها النباتي النادر والذي جعل منها قبلة للسياحة الخارجية ومكاناً خصباً لإجراء الأبحاث العلمية ذات الصلة بالتجمعات الأولى للبشرية والإفادة من تضاريسها والنباتات النادرة فيها، خاصة أن عديد الأبحاث والدراسات قد توصلت إلى أن بعض تلك النباتات النادرة ومنها شجرة ( دم الأخوين) تفيد في علاج عديد الأمراض المستعصية.. وبالقدر الذي تكتسبه هذه الخطوة الرئاسية المهمة، فإنها تعتبر أيضاً خطوة شجاعة وغير مسبوقة بالنظر إلى تردد الكثيرين تجاه اتخاذها ..وقد حان الوقت الآن للحكومة وكل المسؤوليين سرعة تنفيذ تلك التوجيهات الرئاسية ولما فيه مصلحة أبناء هذا الأرخبيل ومصلحة الوطن الذي تتعزز فيه الُلحمة الوطنية يوماً إثر آخر. رابط المقال على الفيس بوك