أرسلت لي الابنة الشابة الواعدة ياسمين أبو القصب الشلال مقتطفاً من أغنية وطنية صالحة لأي مجتمع يعاني من ويلات التسلط والانتهازية ومحدثي النعمة واسقاط السلطة على القابضين عليها!! أرسلتها عبر نظام (الواتس أب) وفتحتها بدوري فما ترسله ياسمين متميز تشعر أن جيل الوحدة جيل يقظ، مواكبا ، صاحب رسالة بصرف النظر عن حالات الإهمال له والتضييق عليه إن كان بفرص العمل أو الإبداع أو حرية التعبير والحقوق المدنية الأخرى. عندما تنصت إلى الأغنية تدرك أن للعرب من أبناء المغرب العربي في هذه المرحلة دوراً متميزاً ورائداً فمنهم انطلق الربيع العربي عاصفاً بنظم تخشبت قدم روحه لكي تحل نفسها عن الشعوب العربية ولسان حاله يقول لا يغركم شوارع مسفلتة وشواهق العمارات فالإنسان يبحث عن حقوق مهدورة ولا يقبل أن يكون مكملاً لممتلكات حكام وأثرياء وهكذا تصاعدت جذوات العطاء في شجيرات الربيع العربي وإذا بمن يقمع هذه الشجيرات وعلى حد تعبير الشاعر اليمني الكبير عبدالله سلام ناجي في السبعينيات “من قصفك واجهيش” هذا التعبير وجدته ينطبق على من يحاول إجهاض ثورات الربيع العربي ليجد الآفلون من النظم السابقة مبتغاهم في التشفي.. إن لم يدرك الثوار والجماعات الثورية أن الاستحواذ والتسلط وتجاوز طلائع الثورات وفرض ثقافة من يزعمون أنهم منتصرون إنما هم للزوال فهكذا تحدثنا الشعوب وهكذا يوثق التاريخ المعاصر. إن حالة الرسوب السياسي الشائخ في بعض من دول الربيع العربي أمر لا ينبغي أن يتكرر لاحقاً فبيئة الربيع العربي بآليتها السلمية حققت حالة من الشفافية والحق في التعبير فقد تغيرت واقعاً، النظم السياسة الحاكمة اليوم مؤمنة بأن تسمح للمعارضة بالتعبير كون هذه النظم الحاكمة كانت بالأمس القريب في خندق الضد أي المعارضة. عندما تسمع الأغنية تدمع عيناك للتعبير المؤثر للكلمة واللحن والأداء للفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق وحالة الصدمة وعندما أرسلتها لآخرين وأخريات بكوا وبكين انتصاراً للوطن فقد جيشت الأغنية المشاعر وكانت سابقة مبكرة لعرضها قناة Ymcاليمنية الذي أصرت قيادتها على هذه التسمية الأعجمية الإنجليزية التي تفقد هويتها اليمنية أمام عامة اليمنيين بسبب الأمية بالعربية والإنجليزية!! هذه كلمات الأغنية : أنا مواطن وحاير أنتظر منكم جواب منزلي في كل شارع كل ركن كل باب واكتفي بصبري بصمتي أنا ثروتي حفنة تراب أنا ما أخاف الفقر لكن كل خوفي من الضباب ومن غياب الوعي عنكم كم أخاف من الغياب سادتي وأنتم حكمتم حكمكم حكم الصواب ثورتي كانت غنيمة لحضرة جناب ما يهم ولا أبالي الدنيا دايسة بمداسي لكن خلولي بلادي ثم يواصل الفنان بو شناق لن أكون في يوم منكم يشهد الله والزمن أنا حلمي بس كلمة أن يظل عندي وطن لا حروب ولا خراب لا مصايب لا محن خذوا المناصب والمكاسب بس خلولي الوطن يا وطن وأنت حبيبي وأنت عزمي وتاج راسي أنت فخر المواطن والسياسي أنت أجمل وأنت أغلى وأنت أعظم من الكراسي كلما أرسلتها لشخص يبكي ولعله ترمومتر للوطنية كنت أتمنى أن تصل للقيادات الحزبية لتعرف لسان حال المواطن ورأي الناس عنها. وأن تصل بالأصح أن تبثها وتنشرها وتذيعها القنوات والمحطات والصحف الورقية والإلكترونية وأتمنى من ابنتي ياسمين أن ترسلها للأجهزة والإعلام لتعم الفائدة. ياسمين: هي ابنة الشخصية الوطنية أبوالقصب الشلال وأمها هي الوطنية فاطمة الشريف.
