رصاص واشتباكات ليلاً كالعادة في تعز؛ أمس كانت الاشتباكات نهاراً، كل اثنين أو أكثر يتشاجرون مع بعضهم على «لا شيء» أو على لعبة «بطّة» يخرجون يستعرضون ضرب النار في الشارع..!!. المسؤولية ليست عليهم؛ بل على من أعطاهم وترك في أيديهم السلاح والذخيرة، وعلى السلطة التي لا تعد هذا ضمن قضايا الأمن؛ ولا هؤلاء مخرّبين وخارجين عن القانون؛ بل ربما «أصدقاء ومشحوطين ومرافقين أمنيين» يجدون من يشجّعهم ويخزّنهم ويغدّيهم ويشغّلهم بعد كل «بروفة نار» تزعج الناس وتصيب من تصيب من الأبرياء، وهناك مجموعات تخرج من الأمن؛ ليس لضبط الأمن، بل للسيطرة على أرضية لحساب أحدهم، وكلّه شُغل طالما والسلطة «في المشمش؛ تأكل زعقة وتلحف ملح»..!!. أصبحت ظاهرة تشجيع صعاليك الشوارع وعصابات الأرصفة، والتغاضي عنهم وترك الأسلحة والذخيرة في أيديهم؛ بل مدّهم بها ليتقاتلوا مع بعضهم؛ ظاهرة تحتاج إلى منجّم عالمي أو أجهزة دولية لكشف الغموض. هم الآن يتقاتلون مع بعضهم؛ المهم قتل ورصاص، والذين كانوا يتضاربون ب «الباكت» السجارة و«القطرة»أصبحوا يتقاتلون ب «المعدّلات» عصابة تتقاتل منذ أشهر في وادي القاضي على ألفي ريال «لإصلاح درّاجة نارية» تنامى هذا الصراع إلى امتلاك هؤلاء المُعدمين رشّاشات وقنابل، وهم الذين أعجزتهم ألفا ريال لإصلاح درّاجة يوفّرون بها قرص عيش «حاف جاف» فمن أين لهم كل هذا الرصاص المسكوب بغزارة كل يوم في الشوارع..؟!. سقط ضحايا ودماء، ومازالت المعركة مفتوحة على رؤوس الناس، والحكومة تتفرّج كمن يتفرّج على مباريات كرة قدم؛ يضرب بعضهم بعضاً بالرشّاشات والقنابل، ويتم الهجوم شبه الأسبوعي على حارة وادي القاضي «موقع محل إصلاح الدرّاجات النارية» والمواطن وحده يدفع الثمن، فرَّ بعضهم من منازلهم؛ يعني نحن أمام قصة تهجير داخل تعز قد نراها في أكثر من حارة بسبب صراع الأولاد الذين كانوا يتضاربون بالأحذية وأحزمة البنطلونات، وأصبحوا يتشاجرون بالقنابل والمعدّلات الرشاشات في غياب تام للسلطة التي تستطيع جمع هؤلاء وحجزهم وتحميلهم نتيجة كل رصاصة تطلق وكل قطع طريق يحدث، وكل هجوم على بيت أو حارة بعقوبات رادعة. يكفي السجن على الأقل حتى لا يتحوّل الأمر إلى بوابة عمل وفرصة رزق وتخريب تتقاطع فيها مصالح الحاجة الفردية مع حاجة المنتقمين والمتربّصين بتعز؛ الذين اتضح أنهم يبحثون عن بؤر صراع وتوتر طائفي ومناطقي أو ما شابه، فإن لم يجدوا فتشجيع أولاد الحارات على «المضرابة» بالرشّاشات بدلاً عن الحجارة والأرجل، عندما يتشاجرون على لعبة «ورق» و«سلبيت» و«من قبّته طيار» وهو أمر سهل ومتوفّر في غياب السلطة المريب والعجيب..!!. لا أحد يقتنع أن السلطة لا تستطيع إيقاف هؤلاء والزجَّ بهم في السجون حماية لأنفسهم وللمدينة؛ وهم معروفون معدودون بعدد أصابع اليدين، يزيديون أو ينقصون قليلاً، فهناك سرٌ أو سحرٌ يقيّد السلطة المحلية في تعز؛ بحاجة إلى هزّة كهربائية أو جلسة لإخراج الجن من الرؤوس والمس من الصدور، خلّصونا من طلاسم السلطة داخل تعز، تتحدّثون كثيراً وكأن حرباً عالمية قد شُنّت على تعز لا طاقة لكم فيها؛ بينما الأمر يكمن في التغاضي عن صغائر المخالفات التي ستتحوّل إلى مشاكل عويصة واقتصاد عامل وجاذب. فمن المسؤول عمّا يجري في تعز؛ هل هم الجن أو «أم الصبيان» أو الجهة المسؤولة التي نريد منها جدّية في ضبط عصابات الشوارع التي تمثّل عامل إقلاق يومي، وبعدها ستضبط ما وراء ذلك، هل أصبح أمن تعز لُغزاً عالمياً و«فزّورة»..؟!. أعتقد أن الأمر واضح، والذين يتوهّمون أنهم يلعبون في «الغُدرة» هم مكشوفون لله وللناس، والفضيحة القادمة إن لم يتّقوا الله ويرحموا أنفسهم ويتركوا العبث بأمن تعز وأهل تعز. عموماً تعز ستُسقط كل من يحاول أن يسقطها في قاع الفوضى، وستعرّيهم جميعاً واحداً واحداً، أتريدون لتعز أن تقع..؟! ستقعون أنتم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك