ما يجب أن يدركه كل يمني حر على كل شبر من تراب هذا الوطن هو أن الثورة العظيمة التي قامت وخرج من أجلها كل اليمنيين لم تكن فقط من أجل تغيير شخص أو نظام حكم وراثي قبلي يرعى مصالحه فقط، وإنما كانت هذه الثورة من أجل كسر حاجز الخوف في قلوب كل اليمنيين .. كانت هذه الثورة أيضاً صفعةً في وجوه كل الأنظمة الاستبدادية في كل العالم ، موجهة أيضاً لهذا النظام الدولي الذي ظل طيلة السنوات الماضية يبارك ويتعامل مع هذه الأنظمة القمعية المستبدة دون أن يحرك ساكنا . لذلك لابد أن نكون على يقين تام بأن المعركة ستكون طويلة مع الداخل والخارج حتى يقتنع العالم ويتهيأ بقبول أن تكون هناك أنظمة ديمقراطية في العالم الثالث وفي العالم العربي على وجه الخصوص . نعم سندفع ضريبة كبيرة من أجل تحقيق هذا الهدف، وخاصة نحن اليمنيين، وهذا يحتم علينا أن نتحمل جميعاً مسؤوليتنا التاريخية تجاه هذا الوطن وأمنه واستقراره، وحتى لا نقع في الفخ الذي ينصب على الدوام فخ الفرقة والصراع والتمزق الذي يريده الآخرون لنا ، يجب أن ندرك أن موجات من الشائعات والعراقيل ستنتشر وستزداد كلما مضينا في تحقيق مخرجات الحوار الوطني الذي بدوره سيوصل الوطن إلى حالة من الأمن والاستقرار . إن العبور نحو المستقبل الآمن لهذا الوطن يتطلب منا إرادة قوية وعزماً لايلين فالتاريخ ليس آلة ميكانيكية تصنع الأحداث ولكنه روح قوية متدفقة ومتحركة تصنعه الإرادة الإنسانية . لذلك فإن كل ما نلاحظه اليوم في العديد من مدننا اليمنية في تعز وصعدة ومأرب من موجات وتصرفات إرهابية يقوم بها أناس موتورون عن هذا الشعب سعياً منهم لشق الصف اليمني وكسر إرادته الصلبة وزعزعة ثقته بثورته تتطلب منا نوعاً آخر من الإرادات ووعياً جديداً في طريقة التعامل مع هذه التصرفات الرخيصة حتى نستطيع العبور بهذا الوطن إلى بر الأمان . فالصراع القائم اليوم هو صراع إرادات.. إرادة ثورية تسعى لإحداث تغيير ونهضة في هذا البلد.. وإرادة تدميرية تسعى جاهدة لإفشال هذا المشروع وهذا الحلم . وهذا يتطلب من أصحاب الإرادات الثورية مزيداً من العزم والتصميم حتى يتحول هذا الحلم إلى واقع ملموس .. إرادة تسعى مع كل المخلصين الشرفاء إلى فرض النظام العام واحترام القانون في كل أرجاء الوطن،لأن الفوضى هي الأرض الخصبة للأزمات والتوترات والظلم بكل أصنافه . نحن في أمس الحاجة إلى أن نقف جميعاً صفاً واحداً أمام كل من يريد جر الوطن إلى مزيد من العنف والاضطراب والفرقة،وهذا لن يتأتى إلا من خلال تخلصنا جميعاً من أمراضنا وأنانيتنا الفردية والعائلية لنسير بهذا الوطن نحو الأمن والاستقرار . وأخيراً يجب أن ندرك أننا كيمنيين ليس أمامنا خيار إلا التفاهم والمحبة والشراكة والتعاون ضد كل المتربصين بهذا الوطن أما الفرقة والخصام والمواجهة وتأجيل الحلول وتعطيل المصالح فمن شأنها القضاء على كل المنجزات والمكاسب الوطنية لهذا الشعب ومن ثم ترك المجال لكل العابثين بالعودة لا قدر الله بالوطن إلى مزيد من الصراعات والفتن. رابط المقال على الفيس بوك