أخيراً وبعد ما يقارب العامين؛ أدركنا السر الخفي وراء تقاعس الحكومة وتراخيها عن القيام بمهامها ومسؤولياتها التي جاءت من أجل تنفيذها وفي مقدمتها إعادة الأمن والاستقرار، وإنهاء حالة الانفلات الأمني، ووضع حد للمخرّبين وقطّاع الطرق والعصابات الإرهابية والمليشيات المسلّحة التي تعيث في البلاد فساداً؛ بالإضافة إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردّية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين, وقبل هذا وذاك تحقيق مصالحة وطنية شاملة تنهي جميع بؤر التوتر وبواعث العنف والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد إلى غير ذلك من المسؤوليات والواجبات التي يجب أن تضطلع بها الحكومة. طبعاً الفضل كل الفضل في كشف السر الخفي وراء عجز الحكومة وظهورها بهذا الشكل من الضعف والهوان يعود إلى الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب، الاشتراكي اليمني، أحد أقطاب اللقاء المشترك، وأبرز الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني، أو بالأصح حكومة التقاسم الحزبي إذا جاز لي التعبير، وهي الحكومة التي أسندت إليها إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية المحدّدة بعامين حسب ما جاء في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة. الدكتور ياسين سعيد نعمان، وهو السياسي المخضرم والعالم بخفايا الحكومة وأسرارها، قال: إن الفترة الزمنية للمرحلة الانتقالية غير محدّدة ومرتبطة بالإنجازات؛ فمتى ما تحقّقت الإنجازات المطلوبة يمكن القول حينها إن الفترة الزمنية للمرحلة الانتقالية قد انتهت؛ وهذا يعني بقاء الحكومة إلى أن تتحقّق الإنجازات، ولا يهم كم من العقود تحتاج هذه الحكومة لتحقيق إنجازات يلمسها المواطن اليمني..؟!. ومن هنا يمكن القول إن حديث الدكتور ياسين سعيد نعمان هو الخلاصة والتفسير المنطقي للوضع اليمني المتدهور على كافة الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، كما يمكن أن نعتبره الإجابة الشافية لكل التساؤلات التي راودتنا منذ تولّي حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها. تلك التساؤلات التي كانت تتمحور حول الصمت المطبق الذي تمارسه الحكومة تجاه الأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية وعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك وبالذات في الجانب الأمني الذي أصبح هاجس خوف يؤرق المواطن اليمني في حلّه وترحاله على امتداد الوطن؛ وفحوى القول ألا نتوقّع أي إنجازات لا على المستوى الأمني ولا على المستوى الاقتصادي حتى تضمن الحكومة وأحزابها البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، وتمنح الأحزاب المتشاركة نفسها فرصة أكبر للتقاسم والمحاصصة وتحقيق مكاسب حزبية وشخصية تعود عليهم بالنفع في الحاضر والمستقبل، أما ما يتعلّق بمصالح الوطن والمواطنين فهذه أمور ثانوية لم يحن موعد التفكير فيها بعد وربما سيتم النظر إليها من قبل الحكومة وأحزابها ومشائخها خلال السنوات القادمة من المرحلة الانتقالية..!!. وختاماً.. فإن عشمنا في نجاح مؤتمر الحوار «عشم إبليس بالجنة» لأنه يعتبر من أهم الإنجازات التي إذا ما تحقّقت كانت نهاية النهاية للحكومة وختام المرحلة الانتقالية. ومن هنا جاز لنا القول إن بقاء الأوضاع الأمنية والاقتصادية على حالتها وتدهورها نحو الأسوأ هو إكسير الحياة لحكومة الوفاق الوطني، والذريعة لإطالة المرحلة الانتقالية واستمرارها لسنوات قادمة. لكن ألا يدرك هؤلاء أن الشعب اليمني قادر على اتخاذ قرار بإنهاء المرحلة الانتقالية؛ لأن الإنجازات التي كان يرجوها لم تتحقّق، ولا أمل له في تحقيقها على يد حكومة التقاسم الحزبي..؟!. رابط المقال على الفيس بوك