لي موقفي الخاص من مواقع التواصل الاجتماعي التي وبكل أسف أصبحت وسيلة من وسائل التناحر الاجتماعي، وكأن ثقافة المتارس انتقلت من صفوف الجهلة والمتخلفين إلى صفوف المتعلمين والمثقفين ومؤخراً أصبحت أكثر تمسكاً برأيي حول هذه التكنولوجيا العابثة بعد أن حاول البعض استخدام اسمي كلافتة للهجوم على آخرين لم يكن بيني وبينهم إلا عمل تم إنجازه على خير وجه لكن لم يكتب لي فيه أن أكون من الفائزين بجائزة لم أطمع بها لكنني أحببت أن أنال من خلالها شرف الإخلاص للوطن والفوز بحب تعز الباسمة التي آثرت البقاء فيها على السكن في مسقط رأسي عدن الجميلة، لكن ولأن مشاعري لا تعرف الفيدرالية العاطفية بقيت هنا ..(تعز مسئوليتي) كانت هي المسابقة التي لم يشأ لي الله أن أنال شرف الفوز بها رغم أنني أعتدت الفوز وبتفوق في كل مسابقة أو حتى معركة من معارك الحياة أخوضها وليس لدي سلاح إلا تلك القيم التي أحملها في قلبي وقلمي. ولعلي أخطأت حين تغاضيت عن معايير لم تبد واضحة، وأخطأت أيضاً حين تحمست لدخول سوق الصحافة وأنا كاتبة، ومع أن القاعدة تقول : لا يمكن للصحفي أن يكون كاتباً لكن يمكن للكاتب أن يكون صحفياً، إلا أنني أمارس بعض فنون الصحافة وفق تخصصي في علم الاجتماع وبحرفية لا يمكن أن يتقنها أي صحفي أو صحفية. فلربما استطاع الكاتب أن يصوغ خبراً أو يتقصى حقيقة أو يجري مقابلة، بينما لا يستطيع الصحفي أن ينسج قصة أو يكتب رواية أو يخوض غمار الخيال الأدبي في سيناريوهات مذهلة لا يتقنها إلا كاتب يعيش في ظل المفردة. إن ما دفعني للكتابة هو التداول المشحون بالسياسة والحزبية لتلك النتيجة التي أرادها الله ولم أكرهها لأنها قد تحمل خيراً كنت أجهله. لهذا أكره تلك الطريقة الحديدية والرقمية المقززة التي يتم عبرها تناقل حياة الناس العامة والخاصة على مرأى ومسمع الناس، وهذا يشبه مسألة نشر الغسيل على شرفات المنازل. لدي صفحة جامدة على الفيس ولعلها أصبحت نقشاً إغريقياً، حسابي متوقف وليس لدي إيميل، وأعشق التواصل عبر الهاتف الثابت، فكل عملي أجريه عبره فقط، ولو لم يكن لدي أبناء وبنات أحب أن أطمئن عليهم في كل وقت وحين لألغيت وجود الهاتف الجوال من حياتي!. لجنة التحكيم حوت أشخاصاً أحمل لهم كل تقدير واحترام، لكن كان ينقصهم وجود كاتب فكلهم يعملون في مجال الصحافة منذ سنوات طويلة لكن ليس من بينهم كاتب متذوق لفن اللعب بالمفردة، ليس من بينهم من يسافر عبر قطار المعاني أو من يستشف تفاصيل صورة لا يمكن أن تراها العين أو تلمس وجودها الحواس وهذا خطأ وقعت فيه الجهة الراعية ولم أقع فيه أنا أو لجنة التحكيم الصحفي. خطأ آخر ارتكبته لجنة التحكيم دون أن تشعر، فمن المفترض أن يكون للمرأة وجود على مائدة تعز الثقافية، على الأقل حتى تشعر المثقفة التعزية أنها وبعد عناء طويل وجدت من ينصف قلمها، خاصة وأننا نعيش إجحافاً فكرياً منقطع النظير لا تعانيه مثقفات اليمن في سائر المحافظات، فتعز لا تزال عاصمة وهمية للثقافة النسوية بل وتكاد أقلام المثقفات فيها يقطرن دماً! كان لابد من جولة ترجيحية، وكان لابد أيضاً من عدالة حكيمة تنظر للمرأة بعين الرضا لا بعين السخط التي اعتدنا أن ينظر بها إلينا وكأننا مجرمات حرب !. لهذا كتبت هذا المقال، كتبته لأشكر الذين كرهوا أن يروني خارج الحلبة لكنني أؤكد لهم أن قلمي سيبقى نظيفاً ما بقيت، وكتبت حتى نتلافى الانحراف عن المسار حين نسلم الزمام لآخرين لا يملكون لنا ضراً ولا نفعاً، وكتبت لمن يستخدم اسمي كماركة تجارية بأن يتوقف، فالله يدافع عن الذين آمنوا وهو نعم المولى ونعم النصير، كتبت لتلاميذي وقرائي فهؤلاء هم رأس المال الأدبي لأقول لهم إنني سأبقى صاحبة رسالة قيمية، وطنية ، دينية ، ولأقول لمن نعتني بال«إخوانية» إنني فعلاً إخوانية لأنني أرى كبار هؤلاء إخوتي وصغارهم أبنائي حتى لو كانوا لا يرون فيّ أُختاً أو أُما. رابط المقال على الفيس بوك