السجال العسكري في منطقة دماج يذكرنا بما كان عليه أمر الحوثيين عندما أطلقت السلطة يد العنان للآلة العسكرية ، ضمن حسابات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كانت خائبة بكل المعاني ، ولهذا انقلبت النتائج على السلطة، وتغولت الحوثية الأيديولوجية لكي تنبري بخطاب يبدو في ظاهره فتياً جديداً، لكنه يحمل في مضمونه كامل المعطى التاريخي الكلامي المفارق حتى لزيدية الإمام زيد بن علي ، وخاصة لجهة التماهي غير المألوف مع الشيعة الجعفرية الإثنى عشرية ، المفارقة في الأصول والفروع للزيدية اليمانية الموروثة من ثقافة فكر وكلام وشريعة . بالمقابل تموضعت السلفية الجهادية المفارقة لفقه الشافعية اليمانية الوسطية .. تموضعت في ذات المربع الجغرافي لنشهد سجالاً دموياً جديداً. ولا أتصور شخصياً أن الحقوقيين سيحققون بالمحاصرة القائمة ما فشلت به السلطة قبل حين ، فالحصار والحرب المعلنة ضد مدرسة الراحل مقبل الوادعي ستمهد في المحصلة، لتنامي وتوسع الحنبلية السنية الأكثر «طهرانية» وإقامة في مرابع الماضي التليد، وبهذا المعنى سيقع الطرفان في ذات المربع الخائب ، وسيعلمان لاحقاً أنهما غادرا حكمة التاريخ والجغرافيا اليمانية منذ أن اختطا طريقاً مفارقاً للإمامين الجليلين الشافعي وزيد بن علي، وستثبت الأيام هذه الحقيقة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك