أحسنت قيادة محافظة تعز إحياء مهرجان الفضول في مسقط رأسه بمنطقة التربة -وإن كان الرجل أكبر من هذه الجغرافيا - وأحسنت أكثر بأن يكون هذا الاحتفاء تدشيناً لفعاليات تعز كعاصمة ثقافية.. وأحسنت ثالثاً أن تعطي هذه الفعالية حقها من الاهتمام في ظروف بالغة الصعوبة يعيشها الوطن وتعز تحديداً في مشهد تراجيدي لا يخفى على أحد . إن الاحتفاء بشخصية وطنية في قامة الأستاذ عبدالله عبد الوهاب نعمان والذي جمع بين النضال السياسي في التحرر من كهنوت الحكم الإمامي المستبد وربقة الاستعمار البريطاني البغيض،كما أجادت قريحته الشعرية بزاد وافر من العطاء الإبداعي، حيث نقل معاناة الوطن وتدفقت كلماته شلالاً من الحب، بلغة سهلة وعلى نحو لم يسبقه إليه أحد. ومن الصعب الإلمام بِسفر نضال هذا الشاعر المبدع ورجل الموقف والكلمة الصادقة والتربوي القدير، وقبل كل ذلك الشخصية الوطنية بامتياز في عجالة كهذه .. وتزداد الصعوبة أكثر بالنظر إلى حجم الإرث الثقافي والسياسي الذي خلفته شخصية الأستاذ عبدالله عبد الوهاب نعمان والذي اقترن اسمه بالإصدار الصحفي المتميز في مقارعته للإمامة والاستعمار والمشهور بصحيفة «الفضول» التي أصدرها من عدن في فترة مبكرة من رحلة النضال الوطني. لقد شكل الشاعر «الفضول» في فترة لاحقة ثنائياً رائعاً مع الفنان الكبير أيوب طارش عبسي اللذين تغنيا بأعذب الكلمات وأطرب الألحان التي أشجت قلوب الملايين ولا تزال حتى اليوم مرتعاً للحب وحافزاً للنضال وشجناً دافقاً للحرية والأرض والوطن والإنسان. وبالمناسبة أتمنى أن يكون هذا الاحتفاء بهذه الشخصية الوطنية والابداعية بداية حقيقية لتكريم كل المناضلين والمبدعين من أبناء هذه المحافظة التي همشت كثيراً.. وبأن لا تقتصر هذه اللفتة التكريمية على المناسبات فقط وإنما تتجاوز ذلك إلى أن تكون سلوكاً مستمراً ومعيناً لا ينضب في أداء المؤسسة الثقافية، سواءً في تعز أو في عموم المحافظات ،تخليداً لعظماء الوطن وتكريماً لنضالاتهم وإبداعاتهم وعطاءاتهم التي لا حدود لها.. وعلى ذلك فليتسابق المسئولون في بقية المحافظات. رابط المقال على الفيس بوك