نحن دائماً ما نغفل قضية البنية التحتية في هذا البلد ولا نعيرها أي اهتمام يذكر.. إلا فيما ندر.. والنادر لا حكم له.. بينما هذه المسألة تعد من القضايا الهامة والرئيسة في أي بلد. لأنه دون أن تكون هناك بنية تحتية لا يمكن أن ننشئ مدناً حضرية حديثة.. بحيث يكون متوفراً فيها كل الخدمات ومن ثم تأتي عملية البناء عليها، حتى تسير الأمور بصورة طبيعية ودون حدوث أية إشكالات لها في نهاية المطاف، إنما يحز في النفس أن معظم المدن اليمنية لا توجد فيها حتى الآن بنية تحتية متكاملة بالشكل المطلوب.. بقدر ما هنالك هوشلية إلى حد لا يطاق ومن ذلك مدينة تعز والتي تعاني من هذه المشكلة وبشكل لافت للنظر، وبصورة تكاد تطغى على كل شيء فيها، ويعود ذلك نتيجة لغياب التخطيط السليم عند عملية البناء عليها وبطريقة مخالفة للقانون من حيث عملية البناء، في حين يفترض من قبل الجهات المعنية، بأن تقوم بوضع المخططات اللازمة والإشراف عليها.. لاسيما في حال عملية البناء من قبل المواطنين أو من حيث وضع المخططات الأرضية للشوارع، وغيرها حتى تكون الأمور سليمة.. ودون أن تطرأ عليها أية آثار أو انعكاسات سلبية، في الأخير. إنما يلاحظ في هذه المدينة أن كل الأمور فيها ملخبطة وهذه لم تعد خافية على أحد بدليل أن ما تمت من عمليات فيها منذ البداية وحتى الآن لم تكن قائمة على التخطيط بل على العشوائية وهنا تكمن المشكلة الكبيرة.. وإذا وجد مثل هذا التخطيط.. لا يتم الالتزام به من قبل المتنفذين وأصحاب الوجاهات.. وغيرهم ولذلك هو ما جعل هذه المدينة تعاني إشكالات عديدة في بنيتها التحتية حتى اليوم. حيث نجد أن من لديه أرضية يأتي بعد فترة ويكون معه مبلغ من المال ، فسرعان ما يذهب لبناء مسكنه دون تخطيط في هذا الجانب.. وعدم وجود بنية تحتية من الخدمات وهذا ما يضاعف المشكلة أكثر، من ناحية صحية وبيئية وغيرها. لماذا؟ لأن الإنسان حالما ينشئ ذلك البيت أو المسكن له يكون خالياً من الخدمات ومنها شبكة المجاري ، حيث يقوم على التو بحفر حفرة أو ما يطلق عليها بيارة.. بجانب بيته.. وهكذا يأتي الآخر بعده، وإلى ما لا نهاية وهنا تكون الكارثة الكبرى، وكأننا نعيش ما قبل التاريخ البشري، بينما نحن نعيش في بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وكان ينبغي علينا أن نتجاوز هذه المشكلة قبل عقود مضت ولكن دون جدوى. شوارع متسخة.. ومجارٍ طافحة وهذا ما يعكس نظرة حول ما أشرنا إليه آنفاً على مستوى مدينة تعز مما تعانيه اليوم.. جراء عدم توفر شبكة المجاري فيها، حيث يلاحظ مؤخراً بأن شوارع المدينة أضحت تعج بالأوساخ والقاذورات، نتيجة لطفح مياه المجاري بصورة لافتة للنظر وهذا ليس مقتصراً على شارع أو حارة.. وإنما يكاد يكون شاملاً. بينما الجهات المعنية تغط في سبات عميق ودون أن تحرك ساكناً وكأن القضية لا تخصها فيما هي مسئولة عن ذلك.. ومنها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، ناهيك عن المجالس المحلية في مديرية المدينة.. وكذا الجهات ذات العلاقة.. لأنه لا يعقل أن تظل هذه المجاري تطفح بمياهها المتسخة إلى الشوارع، والأحياء والحارات فيما الجهات المسئولة عن ذلك تقف متفرجة، ولا تفعل شيئاً فهذا عيب في حق هذه المحافظة وأبنائها.. ومن يعيش فيها. فهل تستشعر هذه الجهات مسئولياتها وتقوم بما ينبغي عليها؟.. إنا لمنتظرون. رابط المقال على الفيس بوك