كما تتميز تعز بجمالها وروعتها وتفردها بالأجواء المعتدلة، أيضاً تتميز بتناقضاتها.. فكما بها أحياء وشوارع لها ميزتها وروعتها وهدوؤها ورنوقها، فيها كذلك احياء لها بيئتها الخاصة الخارجة عن إطار الثقافة البيئية والحضارية. فبعض الاحياء بها تشهد طفحاً للمجاري بشكل يومي دون وجود اي تحسن او معالجة نهائية، طوال سنين وحي الروضة وعصيفرة ووادي الدحي وشارع المرور من اكثر الاحياء وباءً في تعز فلا يمر يوم إلا وسائلة المجاري تشق طريقها لتملأ الاحياء بالأمراض وتتسبب في تدمير للبنية التحتية من تشقق في الاسفلت وقطع للطريق وبعث مناظر سيئة جداً لتثير الاشمئزاز في النفوس. كأشخاص نمر بهذه الاحياء او الشوارع العامة, فشعور الضيق والنفور يجتاح كل فرد منا دون اي استثناءات، فكيف من يعيشون هناك فحجم الكارثة اكثر مما نتوقع، امراض، وباء، لا بنية تحتية، لا هواء نقي. الجدير بالذكر أن هذه الاحياء والشوارع تمثل حلقة وصل بين ارجاء المدينة فهي تعتبر شوارع رئيسية تمر بها المواصلات العامة. مربعات سكنية مليئة بكل ما يضايق النفس البشرية على الرغم انها لها موقعها الحساس والمؤثر ومحور اساسي في حركة السكان. فلا تتعجب ابداً اذا ما رأيت انهاراً وجداول من مياه الصرف الصحي تجول في الشوارع الرئيسية، بل تعجب اذا ما مررت يوماً فلم تجد طفحاً للمجاري ولا تجمع لأطنان من القمامة. عجباً لك بلادي بكل تناقضاتك في كل منطقة من هذه المناطق المغضوب عليها, فكل هذا يمكن التخلص وإيجاد حلول له فقط بشخطة قلم. التعويض هو الحل شارع المرور الذي يشهد طفحاً دائماً للمجاري وبشكل كارثي يشكل خطراً بيئياً وصحياً واقتصاديًا. يتوقف حل هذه المشكلة من جذورها وعلى الرغم من وجود الدراسات والحلول لم تحل, وذلك بسبب قطعة ارض مملوكة لشخص لم يرضَ بمبلغ التأمين الذي لم يعطه حقه الكافي. عشوائية البناء وغياب الرقابة وادي الدحي تم بناء المنازل فيه بشكل عشوائي ودون أي تخطيط مسبق للبنية التحتية، حيث لم يتم إيجاد وسيلة او بيارات لمياه الصرف الصحي, فهذا الشارع الذي يعتبر خط مرور لا بد منه للوصول الى جامعة تعز وحبيل سلمان؛ يعتبر الاسوأ.. بنية تحتية شبه غائبة وحفر وتشققات في الاسفلت نتيجتها الطفح الدائم للمجاري. عصيفرة قصة لا تنتهي من المعروف عن عصيفرة أنها بلاد المجاري والبعوض، فمشروع حمايه تعز من السيول ساعد كثيراً في تخفيف المعاناة في تلك المنطقة، ولكن لم تحد من هذه المشكلة نهائيا فلازالت المجاري تأخذ مجراها المعتاد دون توقف وبشكل مخجل، فطفح المجاري يسبب قطعاً للشارع في بعض الاحيان فيتعذر على السيارات ووسائل المواصلات من المرور بذاك الشارع.. مدينة تعز بها كل مقومات الجمال والسياحة، لكن الشوائب لم تترك لها حالها.