(الرقص على الألم، أو مع الألم هستيرية مجنون). لم يعد الحال مقبولاً فيما وصلنا إليه، فما بين الانهيارات لصورة استقرار الوطن إلى أدنى سلوكيات المواطن، ولم نكتف بالتغيرات الناتجة عن التغيرات في الحياة السياسية والوضع الاقتصادي المتعثر، بل ضاعفنا توجهات الألم نحو التمزق الطائفي المصطنع، وتكريس إبقاء طرف على حساب إلغاء أطراف أخرى. التحركات البطيئة لطرح الحلول وإخراج الوطن من أزمة الذات المتسلطة سياسياً و طائفياً يُعطي مؤشرات لكثير من التساؤلات ووضع الجميع في خانة التقصير، أو المشاركة في مضاعفة التغيرات الكبيرة التي تنتج عن الأحداث. هل صار الوطن كعملية خالية من أرقام وطنية فاعلة؟ وهل علينا أن نستجدي ملائكة من السماء لتأخذنا إلى حالة من الاستقرار والأمان والبناء؟. نحن في وطن تعيش فئات من أبنائه خارج حدود الانتماء، وتحاول بكل وسائلها أن تُبقي الوطن في حالة بحث وتيه. والأوضاع المزرية تنوعت جغرافياً على خارطة الوطن، فما بين شمال الشمال المغروس في صراع طائفي، إلى جنوب الجنوب المثخن باغترار سياسي متطلع بالعودة إلى حقبة ماضية، ما بينهما يغيب الاستقرار وتتردى الأوضاع. كل الفئات التي أشعلت فتيل الصراعات والتي أدارت عجلة سرعة تأجيجها استساغت نزيف الوطن، وتضاعف الألم، فتسابقت إلى الرقص عليه بهستيرية مجنون، والتلذذ بفوضية الوضع وانتكاسة المرحلة. درجات الأمل في التوصل إلى حلول القضايا كحالة حرارية ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر، والأكثر عدم استقراراً هو التوجه الطائفي المتمثل فيه قطبا التأزم( الطائفي والسياسي)، وليس هناك من حل إلا الحجر الطائفي والسياسي في حدود الداء، والعمل على منع استشراء العدوى مما هو واقع. يدٌ من ضباب في شمال القلب قطرة من دم تخط مساراً نحو الجنوب وما بين الوجهين وجهي أعد البدايات لأرسم نهايات المسير في جنوب القلب قطرة من دم عاجل: الموت رفيق الحياة آراه بعين الصغير نقول: انتصرنا !! نقول: خسرنا!! خسرنا الوطن وزيفاً كسبنا الرهان. رابط المقال على الفيس بوك