مدينة تعز ومنذ القدم تعتبر مدينة للسلام والتعايش مدينة للثقافة بما تختزنه من موروث ثقافي وتاريخي كبير وما تختزنه أيضاً من مخزون بشري كبير وشباب مبدع استطاع أن يملأ كل الفراغات الإدارية والتعليمية والصحية والهندسية في مختلف محافظات الجمهورية بل وفي الكثير من بلدان الجوار بل وبعض بلدان العالم أيضاً ولم تكن تعز خلال تاريخها المعاصر مسرحاً لتصفية الحسابات ولم نكن نسمع طلقة رصاص فيها كان الليل يلفها بهدوئه المعهود ونهاره المتميز بالحركة والنشاط ومن كان يدخل أو يفد إلى مدينة تعز مدينة السلام والأمان إلا ويشعر بحلاوة الأمن والأمان كانت تعز وأهلها يضرب بهم المثل في المدنية وتجاوز العصبيات القبلية والمناطقية والمذهبية عاش فيها كل ألوان الطيف السياسي والقبلي والمذهبي ولم تكن هناك مشكلة في كل ذلك بل كانت حاضنة للجميع، لم تكن تعز طاردة للناس في يوم من الأيام بل كانت العكس من ذلك كانت جاذبة لكل من يهوى ويعشق السلم والسلام فعاش الناس فيها إخوة متعاونين ومن كل مناطق اليمن شماله وجنوبه، كانت تعز الحضن الدافئ والأمين لكل ثوار اليمن كانوا يحتمون بها وبأهلها من بطش الطغاة وجبروتهم، كانت تعز الحاضنة لكل من أراد أن يقارع الظلم والظلام فكانت القاعدة الصلبة لانطلاق ثوار سبتمبر وأكتوبر ومع تحملها شرف هذا العمل النبيل والوطني كان لها أن تدفع الثمن إزاء ذلك وهكذا كانت تعز وستظل القاعدة الصلبة لكل عمل يخدم اليمن، لكن ماذا سنقول عن تعز اليوم أصبحت مستهدفة من قوى أرادت إطفاء وهج تعز الذي أضاء بنوره كل مناطق اليمن، هناك قوى من خارج هذه المحافظة لا تريد لتعز أن تظل كما كانت فهي تريد إفراغها من كل المضامين العصرية وإقحامها في مشاكل أمنية وأخلاقية واقتصادية قوى من خارج المحافظة تريد أن تكون تعز مسرحاً لتصفية الحسابات من خلال ضخ الأموال والسلاح للبعض من أبناء تعز ليقوموا بالمهام والأهداف المرسومة لإدخال هذه المدينة في نفق مظلم لا يعلم نهايته إلا الله، هؤلاء البعض ممن ماتت ضمائرهم وانحسرت أخلاقهم مقابل أموال وسلاح تضخ إليهم ليفعلوا بها ما يؤمرون .. ما من يوم يمر سواءً كان ليلاً أو نهاراً إلا ونسمع لعلعة الرصاص تدوي هنا وهناك وأصبح البعض من هؤلاء يتمخطر بسلاحه في شوارع المدينة جهاراً نهاراً ولسان حاله يقول انظروا إلي فأنا قادر على فعل أي شيء وهو ما يفعلونه من خلال ما نسمعه ليلاً نهاراً إطلاق الرصاص وكأنه بذلك قد اكتسب شرف النضال بترويع سكان هذه المدينة المسالمة، وان العبث في هذا ليس على القوى الممولة بل على من يتلقى هذا التمويل من أبناء تعز لأنهم ينفذون مخططات أجندات تريد لتعز الدمار والخراب أقول لهؤلاء تعز لا تحتمل كل ما تعملون بها اتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى رشدكم والشعب يعرفكم تماماً ومن العيب والعيب جداً ان ترضوا بالخراب لمدينتكم مقابل قليل من المال إرضاءً لأسيادكم وطمعكم للمال الحرام من أجل خراب زهرة مدائنكم. رابط المقال على الفيس بوك