كلّ الذين قالوا بأحقيّة العمل السياسي تحت الإطار الديني قد ينفتحون نوعاً ما باتجاه الآخر، لكنهم لن يواصلوا قناعاتهم الرامية لاحتواء الآخر مهما حاولوا الظهور بمظهر الورعين المهمومين بقضايا الأمّة. وكل يومٍ يتأكد لنا كبسطاء أنّ خلط السياسة بالدين ليس له من نتائجٍ سوى إثارة الأحقاد والنعرات.. والتفاف همجيّ على الجهلاء بالتحديد.. حتى وإن حاول بعض المتأسلمين الدخول للفضاء السياسي من خلال التركيز على تثقيف الأفراد.. إذ لا ثقافة يسمحون بها سوى ما جادت به قرائح رموزهم الدينية والتنظيمية.. بعيداً عن فقه الواقع والتعايش مع الآخر. ومهما أراد أعداء الإنسانية بمختلف الأديان والطوائف أن يستثمروا جهل البسطاء.. والعمل وفق معتقدات وحواديت انفعالية وتقليدية تم تأصيلها مسبقاً في أذهان الناس.. فإنه سرعان ما تتكشّف أمراضهم التأريخية وأحقادهم الدنيئة على من يخالف نهجهم واعتقاداتهم.. وكأنهم خلفاء الله الوحيدون على كوكب الأرض. ومع كل ذلك.. يبقى الأمل في شباب المستقبل أن يعوا اللعبة جيداً.. بل يجب عليهم أن يدركوا أن وراء كل اعتقاد مسبق فوضى من الدجل والشعوذة والخرافات التي لا تُحصى.. ويجب أن يفقهوا التأريخ قبل أن يركنوا إلى أحد جدرانه المهترئة.. لئلا ينسفوا الروح المتبقية للانتماء للمستقبل الأجمل. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك