عاد طفلي بالصف الأول ابتدائي بظرف رسائل أبيض طُبعت عليه الكثير من الكلمات وبعض الصور التي ظنّ أنها دعاية للعبة جديدة أشتريها له . خلاصة ما على الظرف هو أن يعود طفلي اليوم التالي بمبلغ من المال يضعها بداخله، نصرةً لإحدى منظمات العمل الإسلامي لنشر الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء كما تقول رواية الظرف الأبيض من أنها تنتشل هناك بأكثر من ثلاث وأربعين دولة الوثنيين والمسيحيين من أوحال الرذيلة وإرشادهم للحق . وما يعنينا في الأمر أمران لا أكثر .. الأول : من سمح لمثل هؤلاء في ملاحقة أطفالنا في الصفوف الأولى الابتدائية وهم لا يفقهون القراءة .. مما يؤكّد حقيقة استهداف أمثال هؤلاء لشريحة الأطفال والأميين أكثر من استهدافهم للمتعلمين ، ومن يفقه مثل هذه الخزعبلات التي لن تنتهي . وثاني الأمرين وهو الأهم : إذا كانت مثل هذه المنظمة تبحث عن المال في المصروف اليوميّ لأطفالنا بمدارسهم لتدعو كفار إفريقيا إلى الإسلام .. أليس الأولى بها وبغيرها من منظمات الهبر المسبق أن تدعو المسلمين إلى الإسلام الحقيقي؟ . ثمّ أي عقول وقلوب يحملها هؤلاء المسئولون عن مثل هذه المنظمات وهم يرون القتل اليوميّ والتدمير والفوضى والأحقاد تحت مسميات إسلامية وانتماءات دينية .. ويرون الفقر يفتك بأبناء الشعب والحاجة تكاد تقضي على أنبل ما فيهم .. لتأتي مثل هذه المنظمات الوهميّة التي تستغلّ طيبة اليمنيين وسذاجتهم وانفعالاتهم الإنسانية لتمتصّ ما تبقّى في جيوبهم تحت مسمّى إدخال أحقاد جديدة للإسلام !. كل ما يهمني شخصياً في الأمر أن يحترموا رغبتي بإرسال أطفالي للمدرسة .. وألا يقحموهم في نزاعات وأفكار لا علاقة لها بمنهج دراستهم وتحصيلهم العلميّ الذي يحتاج لألف سنة ضوئيّة ليصبح تحصيلاً علمياً يليق بآمال المستقبل . أتمنى على وزير التربية والتعليم أن يوجه بمنع العمل السياسي والجهادي بكافة أشكالهما القاتمة من ردهات وفصول مدراس أطفالنا حتى لا يعود أطفالنا يوماً ما يطالبوننا بتوفير المال لهم للذهاب للجهاد بعيداً في سبيل مصالح فئة معينة من البشر .. تماماً كما يحدث للأموال التي يمتصها هؤلاء الكهنة وتذهب إلى ما لا ندري .. لكنها بالتأكيد لن تذهب لفقيٍ أو لأمر ينفع الإسلام .. إسلام الله الأعظم لا الإسلام السياسي المتربّص بما تبقّى من آمالنا الكادحة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك