لقد ازدادت تجارة الأثاث والمفروشات والملابس القديمة خلال السنوات السابقة كانعكاس لما وصلت إليه الحالة الاقتصادية التي مرت بها البلاد و تدني مستوى الدخل الاقتصادي المتردي للمواطن اليمني مقارنة بارتفاع الأسعار المتزايد بدءاً من العام 2009 وحتى الآن. وعلى هذا الأساس أصبح الكثير من المواطنين ذوي الدخل المحدود يقتنون احتياجاتهم من بعض السلع كالأثاث والمفروشات والملابس القديمة المستخدمة . وازدادت تجارة هذه المنتجات وازداد استيرادها دون الإدراك من الجهات المعنية ذات العلاقة مثل الجمارك – الصحة – حماية البيئة – الزراعة...... الخ لما يمثله استيراد وتجارة مثل هذه المنتجات من مشاكل كبيرة على الصحة العامة والبيئة نظراً لما تحمله هذه المنتجات والسلع من مسببات الأمراض الخطيرة وآفات الصحة العامة وأهمها ( بق الفراش ) الكتن. ومسببات الأمراض الجلدية والكثير مما تعرفه الجهات المختصة وأصبحت البلاد مكباً لمثل تلك النفايات حتى قطع غيار السيارات ( التشليح )...... الخ. ويلاحظ ازدياد شكاوى المواطنين في محافظة تعز ومحافظات أخرى من انتشار للآفة الخطيرة على الصحة العامة «بق الفراش» الكتن وازدياد طلب المكافحة لها واستخدام المبيدات في المنازل المصابة «وهي قضية أخرى» مرتبطة باستيراد مثل هذه السلع وقد وصل الأمر إلى شكوى بعض المدارس التي منحت الطلاب إجازة لتنفيذ المكافحة لهذه الآفة الخطيرة «صعبة المكافحة» الناقلة للعديد من الأمراض وامتصاص الدماء في الوقت الذي ترتفع فيه «نسبة سوء التغذية» خصوصاً بين الأطفال اليمنيين التي وصلت إلى 60 % كما أشارت إليه بعض المنظمات. بل قد تكون ظاهرة عامة وليست مقتصرة على فئة الأطفال. ومن هنا كان لابد ان نشعر المسئولين وبعض الجهات المعنية إلى خطورة هذا الجانب الذي قد يصبح «وباء لا يمكن السيطرة عليه» لاتخاذ القرارات والمعالجات والحلول المناسبة لمنع استيراد تلك المنتجات والسلع التي تسبب مشكلات صحية وبيئية ولا يبرره الحالة الاقتصادية ومستوى دخل الفرد علاوة على ان كثيراً من المواطنين لم يكونوا على ادراك بما قد تسببه مثل تلك السلع والأمر متروك لحكومة الوفاق التي ندعو الله دائما ان يكون في عونها للتغلب على الكثير من الصعوبات التي تقف أمامها وننصح المواطنين بعدم شراء المفروشات والملابس والاثاثات القديمة ما امكن ذلك. وعلى أصحاب المنازل المصابة حالياً غسل المفروشات بالماء الحار ( 50درجة مئوية ) والصابون أو بالبخار ووضعها في الشمس لفترة كافية وتنظيف المنازل والجدران بالماء الساخن مع الصابون. وكذا التواصل مع الفنيين والمختصين لتنفيذ عملية المكافحة الكيماوية بالمبيدات والطرق المناسبة لاستخدامها بالطرق الآمنة إلى جانب ما سبق ( مبيدات البيريثرويد – البخاخات (الايروسول). خصوصاً وان البيئة المناسبة لتكاثر وانتشار بق الفراش هي الأماكن الرطبة المظلمة غير النظيفة كثيرة الشقوق والفتحات ويجب الإسراع في القضاء على الإصابة في بدايتها.