أصبحنا كناشطين مدنيين لا نختلف كثيراً عن القبيلة, الناشطون قبائل ورؤساء المنظمات هم المشايخ, وكل شيخ معه مجموعة من الناشطين يكرّرهم في كل البرامج التدريبية ويرسلهم إلى كل المأموريات مثل عسكر الإمام. هذا حصيلة ما خرجتُ به من مشاركاتي في أنشطة بعض منظمات المجتمع المدني, إذ كنت في كل دورة تدريبية أو برنامج تدريبي أصادف ذات الوجوه في معظم الدورات, والبعض منهم قد حضر الدورة الفلانية لأكثر من 5 مرات, وهذا يعني أن شباباً آخرين حُرموا من الحصول على التأهيل في هذه الدورات لأنهم غير مدرجين في قوائم مشايخ المنظمات. والفضيحة الكبرى أن هناك منظمات أجنبية تورطت في هذا السلوك وأصبحت هي الأخرى تنتقي أفرادها بذات المعايير التي تستخدمها المنظمات المحلية؛ وعذرها يكون أنه لا يوجد شباب مؤهلون غير الذين هم حاضرون الآن, ولا أدري هل خرجوا هؤلاء من بطون أمهاتهم مؤهلين جاهزين..؟!. عموماً هذا ليس تجنّياً على أحد بقدر ما هو تنبيه لمشكلة هي أن نخبة وناشطين جدداً يتشكّلون بذات القوالب القديمة التي أنتجت كل هذا الانحدار الخطير في أنشطة المجتمع المدني ليصل إلى مرحلة عجز فيها عن التوسُّع أمام تمدُّد المجتمع القبلي التقليدي؛ فطالما وذات الأفراد هم من ينالون فرص التأهيل ويسيطرون على معظم الدورات التدريبية ويمارسون ذات السلوك الأناني بعدم إتاحة الفرصة لغيرهم في التأهيل؛ فإن نشاط منظمات المجتمع المدني سيظل غير معوّل عليه في إحداث أي تحوّل في الوعي المدني.. وللحديث بقية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك