اذا أردنا لبلادنا الأمن والاستقرار والتقدم و الرفاه فليس لنا خيار سوى العمل على إرساء ثقافة التعايش احترام الآخر تحت قاعدة لكل قناعته وتوجهاته الدينية والفكرية و الوطن للجميع.. إن زمن الحزب الواحد والمذهب الواحد و الطائفة الواحدة والتوجه الواحد قد ولى إلى غير رجعة ومن يعتقد انه سوف يستطيع السيطرة على البلاد بمفرده ويقصي الآخرين فهو واهم ولا يدرك تغيرات الواقع، لقد ولى زمن الصمت وكسر حاجز الخوف ووعت الشعوب وعرف البسطاء والكادحون طريقهم إلى الحرية والعدالة والحياة الكريمة وصار العالم قرية واحدة بفضل التطور الكبير في وسائل الاتصال. هناك من يسعى إلى إيقاف عجلة التغيير وإعاقة قطار الحرية الذي تحرك خلال ثورات الربيع العربي التي انطلقت في العام 2011 معتقداً أن ما حدث مجرد موجة يسهل السيطرة عليها وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها أيام الاستبداد والحاكم الفرد لكن هيهات أن يكون لهم ذلك, فالقطار قد تحرك سوف يصل إلى هدفه رغم كل العراقيل و العوائق .. الاختلاف في الرؤى والأفكار والمعتقدات سنة إلهية في الخلق ولا يمكن أن يتفق الناس جميعاً على قناعة واحدة , لكن هناك قضية يمكن أن يلتف حولها الجميع هي الوطن لأنه ملك الجميع وأمنه واستقراره يهم الجميع ومن هذه الأرضية يمكن أن ننطلق نحو هدف واحد هو بناء وطن يتسع للجميع ,وإقامة دولة النظام والقانون التي يعيش فيها الجميع بحرية ومساواة ... الصراعات الحزبية والمذهبية والمناطقية شر محض لا يخدم إلا أعداء الوطن وأصحاب المصالح الذين لا يريدون له الأمن والاستقرار حتى لا تتأثر مصالحهم واذا ترك هذا الشر يستفحل ويتسع فسوف يجر على البلاد الويلات والمصائب التي سوف يكتوي بنارها الجميع .لذلك علينا جميعاً استشعار الخطر وقطع دابر الفتنة التي يسعى البعض إلى إشعالها انتقاما من شعب .. و على الأحزاب السياسية أن تعي جيداً أن العمل الحزبي ليس صراعاً إنما تنافس في تقديم الأفضل للمجتمع “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» من يستطع إقناع الجماهير ويحصل على ثقتها فهو من يتقدم من خلال صندوق الانتخابات.. على الأحزاب أن تعمل لتطهير عناصرها من مسعري الحروب وصانعي الأزمات الذين وجدوا في بعض الأحزاب فرصة لتمرير مخططات شيطانية .. رابط المقال على الفيس بوك