كان (العكفي) أيام الإمام إذا أراد أن يبتز المواطن المنفّذ ضده يضع «البندق» على كتفيه على شكل أفقي «عُرض» ويدخل به الباب، طبعاً لن يدخل لأن البندق أعرض من الباب والمقصود هنا هو أن يراضيه القبيلي بمايشاء أو يدخل البندق «معرّضاً» وهذا مستحيل أو يعلن إنه «مضمر» ومضمر هذه خسارة على المواطن المسكين لأنه يعني إنه رفض عسكري الإمام وتمرّد على دولته ويعود للإمام يعلن تمرّد المواطن وأنه رفض أمر الإمام ليرسل له أربعة عساكر أو حملة كاملة وبه تخرب بيت المواطن والقرية كاملة.. وهو مايضطر المواطن إلى أن يراضيه بمايريد بالباطل.. هذه الحكاية اليوم تُمارس في الحوار الوطني، فبعض الأطراف نراها تتردّد بين الرفض ثم القبول والرفض ثم القبول لعرقلة الحوار وكل ما في الأمر هو مزيد من الابتزاز للحصول على مكاسب خاصة، وتحسين وضع وضمان مكانة بعضها لايمكن تنفيذه وهذا الأمر يجب أن لايدوم كثيراً، فالبعض يستغل الحرص عليه لمزيد من «الدلع» والابتزاز على حساب الوضع العام للبلد.. ماعلينا هنا الحديث يجرّ بعضه فقط.. وعودة إلى حكاية «التضمير» وعسكري الإمام ففي إحدى قرى مدينة تعز التي كان يعيث فيها عكفة الإمام فقد حصل أن عسكرياً متعسّفاً تم تضييفه بدجاجة, ودجاجة زمان بالمناسبة كانت مثل «كبش» اليوم لكنه رفض وطلب أن يُذبح له «كبش» مُقرن وإلا سيعلن إنه «مضمر».. كان هزاع العبيط الذي كان يُدعى المجنون موجوداً قد غضب وأخذ العسكري ليرميه في التنور «المافي» قائلاً: تكون «مضمر» من صدق وعلى التعب والغرامة.. عندها صاح العسكري وحلف بالطلاق إنه يمزح قائلاً: عندكم «دُجّي» ماشاء الله ، والله «دُجّي» كثير ياهزاع العاقل.. بعد أربعة أشهر جاء و«عرّض» بندقه محاولاً دخول الباب وهو غير ممكن وطلب مراضاته أو أن يدخل الباب ببندقه وبشكله الأفقي أو أن يعود إلى الإمام يعلن إنه «مضمر» من فلان وقرية فلان.. فقفز هزاع المجنون ذاته وقال: سهل ياعسكري ندخل البندق «معرّض» ولايهمك.. أخذ هزاع «البندق» وبسرعه ضربه «بعطيف» ،فأس الخشب حتى قصّر من طوله ليدخل الباب بسهولة طبعاً بعد أن عطّل «البندق» تماماً.. وهنا سقط العسكري مغشيّاً عليه... كيف يرجع إلى الإمام بدون «بُندق»؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك