في مجتمعنا اليمني يعم الركود الترفيهي، لذا ترانا نتفاعل بسرعة مع أي حدث طارئ، بل ويسعى لتضخم تفاصيله واستعراضها بطريقتنا اليمنية وداخل مجالس القات التي يأكل الناس فيها لحم بعضهم البعض أحياءً وأمواتاً شعبنا من الشعوب البسيطة لكن هذه البساطة مبنية على جهل وليست على وعي وإدراك، ومجتمعنا المحلي من المجتمعات التي ينطبق عليها المثل المصري ( عايز جنازة يشبع فيها لطم)! ..لذا ما إن تستجد أمور في أي مجال إلا وتبعتها شائعات بحجم الوطن وعدد الناس ولون الوضع القائم ونكهته. آخر مستجدات المجتمع اليمني من الأحداث قصة الحب التي نشأت بين “هدى” الفتاة السعودية التي استجارت بالشعب اليمني بعد هروبها من وطنها و (عرفات) الشاب الذي غادر اليمن إلى السعودية بحثاً عن الرزق فالجميع تفاعل مع القصة بشكل عاطفي ولم يرجح جانب العقل فعن أي حب يتحدث هؤلاء؟! كيف بدأت قصة الحب هذه؟ وكيف يمكن لحب أن يستمر وقد نشأ خارج مباركة الوالدين؟! لهذا أتحفظ كثيراً على كونها قصة حب بل هي قصة تمرد وعقوق وسيأتي اليوم الذي يتمرد فيه ابنه أو ابن من نسلها وسيذوقان من نفس كأس العقوق كأبوين. ومن يشجع هذين الشابين يشجع شباباً وشابات آخرين داخل الوطن وخارجه لفعل هذا الذنب الذي نخاف أن يصيبنا بعده غضب الله لأننا لم نتناه عن هذا وهذا بالضبط ما كان سبباً لهلاك أمم سابقة.ففي الوقت الذي يحتفل فيه قليلو العقول بمثل هذا يتهيأ آخرون من ضعفاء النفوس إلى إتيانه وهذا سيكون معلقاً في ذمم ولاة الأمر ومن تشدد لهم سلباً وإيجاباً إلى يوم الدين.. و لا شك أن إغفال موقف الأبوين من(عرفات) حين تقدم للزواج بالفتاة ليس من الإنصاف في حق هذه القضية ولعلها رسالة يجب أن يستوعبها الآباء، فحين تصبح الفتاة جاهزة للزواج ومؤهلة لتحمل مسئولية أسرتها وكذلك الشاب أيضاً، ما الداعي للرفض والاحتكار وتأجيل القطاف حتى تنتهي صلاحية المشاعر التي تنضح بها روح الشباب؟! لكن أيضاً ينبغي أن تعلم الفتاة ما الأسباب الحقيقة خلف رفض الأبوين لهذا الشاب أو ذاك بمنتهى الشفافية دون اللجوء لاستخدام العنف والتأنيب لأن هذا قد يدفع بها أو به للبحث عن أسباب سريعة ووسائل غير مشروعة لتحقيق الارتباط خارج إرادة الوالدين.الفيلا التي يُقال إن أحدهم قد تبرع بها لتكون منزلاً لهذين الشابين لم يتبرع بها صاحبها عندما تحدثنا مراراً عن أطفال الشوارع أو الأم ذات العشرة أطفال الذين يعيشون في حجرة واحدة تحت الأرض لا أنيس لهم إلا الهم ولا صاحب لهم إلا الجوع. أين أنتم أيها التجار والمحسنون من قضايا الأيتام والأحداث والأطفال ذوي الظروف الصعبة والاحتياجات الخاصة؟! لماذا وقفتم أمام هذا المزاد ولم تقفوا حين كان الداعي ممن يحسبهم الناس أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً؟! أين أنتم يا تجار اليمن من دُور الأيتام والأحداث وأبناء السبيل؟! أين أنتم من صقيع يزلزل عظامهم وخواء بطونهم يهدم جدران أفئدتهم؟! لماذا تسابقتم لمتاع دنيا ولم تتسابقوا لنعيم آخرة وجنة عرضها السماوات والأرض؟ إنهُ مزاد دنيوي لكن مزادنا ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار. رابط المقال على الفيس بوك