الحادثة المروعة في مستشفى وزارة الدفاع لا أظنها ستغادر مخيلة اليمنيين سريعا وبقدر ما تركت جرحا عميقا في نفوس اليمنيين وكل من شاهدها أو سمع بها بقدر ما خلفت أيضا عددا هائلا من الأسئلة والإستفسارات عن حيثيات تلك الهجمات وأهدافها ومن وراءها.لم يتطرق معظم المتحدثين عن أصل المشكلة أقصد بداية وجود هذه الآفة السامة وكيف ترعرعت ونشأت بيننا .. مناهجها ومنابعها الأصلية ومن يقوم بدعمها واستغلالها وتهيئة المناخ لها. المؤلم أن يلبس هؤلاء القوم جلباب الصلاح ويتسترون به فيشوهون الإسلام . هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ..في أي مدارس ومراكز وجامعات يتعلم هؤلاء الإرهابيون فنون القتل وما هي مناهجهم واستدلالاتهم التي يحفظونها كأدلة على وجوب ذبح المسالمين والمخالفين لهم فكرياً ومذهبياً ومهاجمة ( المساجد والمستشفيات ) وقتل المخالفين لهم بأسلوب الغيلة بعد ذلك؟ فكروا جيدا لتعرفوا مصانع الإرهاب المنتجة لهذه الآفة. فالحل الحقيقي يكمن في محاصرة مؤسسات ومراكز إنتاجهم وتصديرهم إلينا . من الحلول التي نراها للحد من ظاهرة الإرهاب تكثيف جهود بعض وزارات الدولة فعلى سبيل المثال وزارة الاوقاف والإرشاد بإمكانها وضع قوانين صارمة على عدد من المدارس والمراكز الإسلامية والجوامع خصوصا أن الجامع اليوم عملية بنائه أضحى لغير هدف الصلاة إنما ليكون فقط مركزا تابعا لجهة أو تيار معين . بإمكان الوزارة مثلا الإشراف على مواضيع مفيدة وتعميمها بحسب الأحداث والمناسبات ليس للحد من حرية المرشدين والمتكلمين بل لتكون خطوطاً عريضة لأجل توحيد الفكرة وحصول الفائدة. إذ ان الخطاب المتشنج وتكفير الناس من أكبر الأسباب التي تقود الشباب والمتحمسين خصوصا العاطفيين محدودي التفكير وما أكثرهم الوقوع فريسة سهلة بيد الجماعات المنظمة للإرهاب.وزارة الثقافة والإعلام على عاتقها أيضا دور كبير في الإشراف على الكتب والمصنفات العديدة التي تشحن النفوس بالكراهية لمجرد الإختلاف الفكري أو المذهبي وعليها تكثيف برامج مخصصة لنشر ثقافة التسامح والمحبة والتعايش وقبول الآخرخصوصا إذا علمنا أن من أسباب حادثة العرضي ما ورد على ألسنة بعض من تم التحقيق معهم حين اعترفوا أن الدافع هو الانتقام لما يحدث في دماج لإخوانهم السنة طبعا جاء ذلك نتيجة الشحن الإعلامي المحموم. نحن بحاجة كبيرة لترميم العقلية المسلمة التي شرختها عوامل التعصب والتخندق وراء أفكار ظلامية لأزمان غابرة. نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة توحد وتجمع لا تنفر وتفرق تستنهض الهمم وتوحد الجهود للبناء وتقفل كل أبواب الالتحاق بجماعات القتل وسفك الدماء. رابط المقال علي الفيس بوك