يُصرُّ أُمراء الحرب المتوارون وراء كهوف خيامهم المظلمة والمتمنطقون بنياشين الدولة وأرديتها؛ يصرّون جميعاً على مواصلة سياسة التدمير الذاتي، والسير على درب المتاهة؛ وفي كل يوم تزداد الأوضاع تفاقماً ورهقاً، فمعدّلات التنمية في تناقص مستمر، والانفلات الأمني يصل إلى مسافات غير مألوفة، وخيبات المتفائلين القابضين على جمرة الحق والعدل تتزايد، والمنسحبون من دوائر الفتنة ينظرون بعجز كبير إلى ما تنطوي عليه الأحوال من وعود زلزالية، والمبادرة الخليجية تترنَّح أمام إصرار العُتاة على تعطيلها، والمعطيات الإقليمية والدولية الداعمة للمبادرة ومرئياتها تزداد حيرة وضبابية، ومع كل هذ وذاك؛ يدفع الشعب اليمني وحده ضريبة المحنة المتفاقمة. وأمام هذه المعطيات التراجيدية المُهلكة يتساءل المرء عن دور القابضين على توافق الكذب والمخاتلة وما يمكنهم فعله خارج نطاق تبادل الاتهامات المستترة، والكلمات غير محددة الملامح، ولماذا تأجيل الإعلان عن الفاعلين الحقيقيين لكامل التصعيد الدموي المشهود، وهل يمكن المراهنة على العملية السياسية في ظل الاغتيالات والتفجيرات والحروب المُتنقِّلة في أرجاء البلاد، وما هو الدور المُلزم للأجهزة الأمنية التي تتفرّج على المشهد كما لو أنها غير معنية بمجابهة الجريمة والموت المجاني..؟!. أسئلة كثيرة تضع مركز السلطة ومعنى حضورها في قلب الاستحقاق المُلِح الخطير، حتى إن البعض يزعم أن السكوت علامة مشاركة، وأن الفاعل الإيجابي لا يقل مسؤولية عن الفاعل السلبي، فالأول يفعل وينكر ما فعل، يقتل القتيل ويمشي في جنازته، والثاني يعلم من فعل ويسكت عنه، وبهذا يقوم بتجويز القتل من موقع القادر على منعه..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك