كانت مأهولة منذ الالف الرابع قبل الميلاد سكنها قديما الكنعانيون واحتلها البرتغاليون لفترة وجيزة من الزمن،11500كيلو متر مربع مساحتها الاجمالية وعدد سكانها حسب تعداد 2013 يربو على المليون وتسعمائة الف نسمة. انها تبدو من شبه الجزيرة العربية كأصبع الابهام من الكف وهي ايضا شبه جزيرة انتسبت للقائد العربي “قطري بن الفجاءة” صاحب صولات الخوارج ضد بني امية ،ويقول بعض المؤرخين ان شدة هطول قطرات المطر عليها قديما وراء تسميتها..اعتقد انكم توصلتم الى ما اود الكتابة عنه في هذا الاسبوع نعم انها “قطر” الدولة الشقيقة والصديقة... الاربعاء الماضي ال18من ديسمبر كان موعد الاحتفال بالعيد الوطني لقطر وهو موعد يتجدد كل عام حاملا في طياته ذكرى رحيل مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني –طيب الله ثراه- والذي تنتسب اليه الدولة القطرية الحديثة بعد استقلالها عن عباءة الاحتلال البريطاني كبقية دول الخليج العربي في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم. منذ ذلك الحين واكبت قطر كل جديد طرأ على العصر حتى اصبحت من الدول التنموية الاولى في العالم ورقما صعبا في منطقتها والمجتمع الدولي،لقد فرضت نفسها كواقع نموذجي للتميز على مستوى المنطقة ليشار اليها بالبنان لما حققته من قفزة نوعية في سبيل التنمية والرقي والتقدم في عدد من المجالات. كان لقطر بعد تحقيق التنمية الشاملة لشعبها ان يسطع نجمها على العالم ..وبعيدا عن صراع المصالح فإن مواقفها المؤازرة للشعوب في مواجهة الديكتاتورية مثلت نقطة مضيئة في التاريخ القطري حيث لم تدخر جهدا للوقوف الى جانب شعوب المنطقة التواقة للحرية خلال موجة الربيع العربي في عام 2011م. ولا تنتهي نماذج الابهار على دروب النجاح التي صنعتها قطر لذاتها حيث قدم اميرها السابق نموذجا لا اظن انه سيتكرر في التاريخ العربي او على الاقل في شبيهاتها من حيث نظام الحكم حين نقل السلطة الى ابنه «تميم» صاحب الثلاثة والثلاثين عاما في اختراق عد صارخا لعادات الحكم وتقاليده على مستوى الدولة ومحيطها الخليجي. ان قطر الحاضر مواطنها ذو اعلى دخل في العالم وتعد اكثر دولة نموا في العالم بل ويتواجد فيها اكبر حقل للغاز وهي من اقل الدول فسادا في العالم واقل دول الوطن العربي بحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية. لقد حققت قطر طفرة كبيرة في كل المجالات وخصوصا على المستوى السياسي والاقتصادي والرياضي حتى باتت قبلة وموئلا لكثير من الفعاليات الدولية والتظاهرات العالمية والمؤتمرات العلمية والمنتديات الاقتصادية والرياضية حتى توجتها بشرف اختيارها لاستضافة مونديال2022 كأول دولة تحظى بهذا الشرف في الشرق الاوسط والمنطقة العربية. انني وان اردت ان اتتبع كل مآثر قطر فإن هذه المساحة لن تسعفني لاوفيها حقها لكني لا استطيع ان انسى الموقف الاخوي الذي وقفته دولة قطر حكومة وشعبا الى جانب اليمن اثناء الوحدة وما تبعها من احداث حيث كانت من اول الدول التي عبرت عن ايمانها الراسخ بحق الشعب اليمني في الوحدة ورفض كل المعوقات التي تقف في طريق تحقيقها. لن ينسى اليمنيونلقطر مساندتها ودعمها للاقتصاد اليمني ومشاريع التنمية ومساهمتها في انشاء عدد من المشاريع الخدمية الاساسية ولعل من اهمها تعبيد الطرق في اكثر من محافظة يمنية. تبدو قطر اليوم كدولة متميزة في المنطقة حيث تتعامل مع القضايا الاقليمية والدولية من رؤية خاصة بها وبما يعود بالخير والسلام على الشعوب ولا يمكن ان تسهم في حل أي قضية دون استجداء البعد القومي والخصوصية الاسلامية في طرح الحلول ونماذج التوافق حيث كانت الدوحة حضنا دافئا لعدد من الاتفاقيات التي ساهمت في احلال الامن والاستقرار في عدد من الدول ولعل ابرزها اتفاق الفرقاء اللبنانيين واتفاق الدوحة الخاص بدارفور السودان... انني وانا استعرض هذه النقاط المضيئة في تاريخ دولة قطر الشقيقة استحضر اغنية لاحد فنانيها وهو يتلذذ بكلمات المجد والمدح والفداء لقطر حتى انه استلهمني من شدة اعجابي بهذه الدولة ان اردد معه انا ايضا اغنيته واصدح بقوله الرائع:«الله يا عمري قطر»... فمبارك لقطر عيدها ومزيدا من التقدم والنجاح لهذه الدولة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بمواقفها التي سيخلدها التاريخ على مر العصور. رابط المقال على الفيس بوك