حينما أخبرني مبدع تهامة الأستاذ آدم يحيى التكروري عن فكرته «تكريم جامعة الحديدة بمنحها الدكتوراه الفخريّة لفنان اليمن الكبير أيوب طارش».. ابتسمتُ كعادتي أمام سيل الطموحات للكثير من الأصدقاء . لكنه مع مجموعة قليلة من الرائعين يتقدمهم رئيس جامعة الحديدة فعلوها.. وجعلوا من حدث التكريم احتفالاً بهيجاً لن تنساه قلوبنا ولن تتجاوزه المشاريع الصغيرة للكثير من المأزومين المنشغلين بالهبر والسحت وأكل أرصدة الكادحين. ومبعث ابتسامتي الأولى أني تلميذ قديم بجامعة الحديدة.. وكنتُ على شبه يقين أنّ رئيس جامعة الحديدة الحاليّ سيكون كالسابق ولن يلتفت لأمرٍ إبداعيّ وإنسانيّ كهذا يرفع من قيمة الإنسان ويضعه بالمكان الذي يستحقّه.. حتى فوجئت بتوالي الأخبار والتجهيزات والدعوات والضيوف من داخل اليمن وخارجها للاحتفاء بتكريم فنان القلوب وحبيب البسطاء بشهادة الدكتوراه الفخريّة كاستحقاقٍ بهيّ أثلج قلوب الملايين من عشّاق صوته وفنّه النبيل. وكم أتمنّى أن يحذو رؤساء الجامعات الحكومية حذو رئيس جامعة الحديدة الذي لا أحفظ اسمه الآن.. لكنني حفظتُ مقامه الأنيق كما حفظه الكثيرون ممن ابتهجوا لتلك الاحتفائية السامقة.. ورقصت القلوب قبل العيون وهم يشاهدون فنّان طينتهم وآمالهم في مدينة الحُديدة يناغي البحر بشدو الأرواح التهاميّة التي كسرت حاجز الأوجاع بكل ذاك البريق الذي لمسته في عيون البسطاء. امتناننا الكثير الكبير للطاقم الذي عمل بجهدٍ نوعيّ ومتميّز لإنجاح احتفاليّة تكريم بلبل القلوب.. الذين عملوا في وقت قياسيّ ليثبتوا لنا حقيقة النبل والخير المتبقّي بهذا الوطن وعلى رأسهم رئيس جامعة الحُديدة الذي علمتُ بتذليله كل الصعوبات لإتمام ذلك ،غير أنّي أعتبُ كثيراً على المؤسسات الإبداعية والثقافية التي لم تقم بدورها حتى في الحضور لاحتفالية التكريم وأخصّ رفاق ومحبي فنان الوطن من مدينة تعز.. والذين كنا نأمل أن نراهم في مقدمة الحضور. [email protected]