الإرهاب. لا دين ولا وطن ولا فكر له.. هدفه زرع الشر والخوف وبث الرعب والجرائم بين الناس. الإرهاب آفة عمياء لا تفرق بين غني وفقير أو صغير وكبير.. طيب أو غيره طفل أو امرأة شائب أو فتى.. الإرهاب فعل وفكر وهدف أعمى بكل ما يعنيه هذا الوصف كيف لا وتداعياته الخطيرة صارت تنخر في جسد الأمة وتترك آثارها وأبعادها في أفراده كما تركت إفرازاته السلبية على استقرار الوطن ورخائه وازدهاره. الإرهاب فكر وفعل أعمى.. ولعل استعراض أو تناول الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن اليمني وفي مؤسساته الوطنية من أمنية وعسكرية دليل قاطع على أن الإرهاب وممارساته تحت أي مسمى أو هدف أو مسعى.. هو الإرهاب الذي يستبيح دماء الناس وأرواحهم وممتلكاتهم.. والإرهاب فكر وسلوك أعمى العقل والبصيرة فهو ألد أعداء الحياة وإفرازاته إلى جانب أنها تطال البشر كما تطال الشجر والمنشآت المدنية والعسكرية.. فإنها تولد في المجتمعات حالات استثنائية من الخوف والرعب وتكشف الوجه القبيح لمشرعيها ومخططيها ومنفذيها ضد أوجه ومجالات الحياة. إن وقفة تقييم صادقة وفاحصة وشفافة في مسار الأفعال والمرامي للإرهاب الأعمى نشير هنا إلى بعض صوره في حوادث وجرائم طالت دار الرئاسة إبان عام 2011 والسبعين أثناء التدريبات العسكرية للاحتفال بذكرى عيد الوحدة 22 مايو.. وكذا أحداث الاعتداءات والاغتيالات لعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية وجريمتي الاعتداء على مقر قيادة المنطقة الثانية في حضرموت مروراً بحادث الهجوم الإجرامي الإرهابي الأخطر على مجمع الدفاع العرضي وبشاعة وقبح مرتكبيه الذي أفرزت نتائج تلك الجرائم العمياء.. وتداعياتها لتستوجب من كل فئات وشرائح المجتمع أحزاباً ومنظمات قيادات عليا ووسطى وأدنى أن نستشعر حجم الخطر الناجم عن الإرهاب الأعمى.. يجب على كل يمني يؤمن بحقه في الحياة الآمنة والهادئة والهانئة أن يدرك أن لا مجال للمهادنة ولا للتواكل ولا للسلبية.. فالكل في سفينة واحدة والإرهاب الأعمى تكشف وقائعه مدى حقده وقبحه وأهدافه ومراميه. الإرهاب اليوم يستهدف كل حياتنا بمقوماتها.. أنه يستهدف واقعنا ومستقبل أجيالنا.. فليس هناك شيء محظور في فكر وتوجه الإرهاب الأعمى.. يجب أن نطلق النفير وأن يعلن كل مواطن حالة الاستنفار لوأد آفة الإرهاب الذي أشاع الفوضى بعد القتل للأنفس والخراب والدمار لمقومات الحياة.. والإرهاب كل لا يتجزأ.. فالاعتداء على النفس إرهاب والاعتداء على أمن واستقرار الناس في طرقاتهم وفي أحيائهم وفي مستلزمات حياتهم من ماء وكهرباء ومصدر الرزق والحياة هو إرهاب أعمى.. فهل سنعي واجباتنا قبل فوات الأوان.