جاء مع الحلم الوطني ثورياً , وانغرس في هذا الحلم صوفياً وسار على الدرب نهجاً ونوراً أضاء الطريق ورسم الملامح , وحين جاء ميعاده , كان شهيداً بحجم الحلم وحجم الوطن . جار الله عمر , ترنيمة حلم يأبى أن يموت , يسافر في ايام الوطن لكنه يزهر دائماً بالآمال , هكذا جاء إلى ميلادنا السبتمبري وهكذا كتب أسفار النضال الوطني من اول خندق في حصار السبعين الى آخر كلمة في خطاب اللقاء المشترك . وحين اتحدث في ذكرى الشهيد الخالد , فإن الحديث يأتي مكرراً وإن كانت الشهادة ترنيمة متجددة في المسيرة العطرة والمسار الذي يتجه الى الغد , ذلك ان جار الله عمر كان مشعل نضال يتحرك في الحاضر وهو يستشرف الغد بعزم ويقين , ولهذا تربص به الغدر في وطن لم يخرج بعد من ليل القتلة . المشترك كان عنوان حركته في النضال ورمز تحركه في اليسار , وهذا المشترك إنساني بقيمه التي تنتصر للحرية والعدل , وتنتصر للإنسان , بالإنسان ومن الانسان , فهذا الصراع انساني وجوداً وتاريخاً ومصيراً. جار الله عمر .. ترنيمة حلم الوطن , تعزف آهاتنا ألماً و املاً وتسافر في صبرنا عزماً ويقيناً , وتتردد في مسامعنا كما ترددت نضالاً من قمم الشموخ في شمسان وعيبان ومن قاعات التنظيم والتنظير , وصالات الاجتماع الحزبي والمؤتمرات . اليوم والذكرى تتجدد بالوعد والغدر , وعد الحلم وغدر القتل, نكرر ما قلناه بالأمس , يوم لم يجرؤ القتلة على الظهور في شيء أكثر مما ظهروا به في ظلمات نفس غاب عن صاحبها نور العقل ولم يكن للشهيد الخالد شيئا أقوى من جبروت الفساد وغدره إلا نور العقل , وبين عقل اشرق نوره في كل الوطن , وعلى امتداد الزمن بين الماضي والمستقبل وبين قتل ضاقت به ظلمات الغدر والجهل والحقد , مسافة للتبصر والاعتبار , وآمل ان لا يفلح القتلة في اغتيال العقل والأمل ليعودوا بالوطن إلى ليل الغدر والحقد , فهل عاد القتلة ؟ تكشف ظلمات النفس التي غاب عن صاحبها نور العقل في العرضي عن عودة القتلة الى وطن لم يخرج بعد من ليلهم ولم يغادر بعد مواطن الغدر التي تختطف من حياتنا كل جميل ونبيل , فهي تختطف مع الحياة كرامة الانسان وقيم الاديان , وتكبر باسم الله وهي تفحش في الخسة والغدر والقتل والاسلام , لكن ليل القتلة سيبقى محاصراً في كهوف المظالم والظلام بنور الفجر الساطع في منتصف نهار كان قد اكتمل بالشاهد والشهيد جار الله عمر ترنيمة حلم وشهادة وطن يخرج من ليل القتلة .