الحملة الأمنية على مخربي الكهرباء في مأرب هي مطلب شعبي وفي المقدمة قبائل مأرب وأبناؤها الذين يعلنون كل يوم رفضهم لهذا النوع من التخريب الممول، وهو واجب الدولة في حماية المجتمع ومؤسساته العامة ...مالا يدركه البعض أن تخريب الكهرباء ليس عملاً فردياً ولا تخريبياً بغية ابتزاز مادي أو مطالب خاصة، وإنما عملية تخريبية منظمة تديرها جهات سياسية تحارب من أجل توقيف عجلة التغيير والانتقام من الشعب اليمني وثورته وفي هذا الظرف الحساس يصبح تخريب الكهرباء هي لعبة الظلام المفضلة لديهم والرسالة الأقرب التي تصل إلى المواطن على أمل أن يكفر بالثورة ويثور على نفسه، متناسين أن اليمني العادي هو سياسي كبير يعرف كل الاعيب أعدائه ومستعد أن يخوض الثورة بكل وسائلها وصورها ويعرف تماماً من أين تؤكل الكتف..هناك أطراف تريد إشغال الدولة والجيش بحروب على كل المستويات وهم يعلمون أن ذهاب الجيش للحرب في منطقة القبائل سيؤدي إلى تشتيته مما يسهل على مخربي المدن أن يتمددوا أو هكذا يعتقد ناشرو العنف والفوضى في أكثر من مكان ،وهذا مايفسر تريّث الدولة في عدم الحسم مع المخربين الذين تمادوا في أعمالهم بدون حياء من الله ولا من الناس.. إعلان متابعة مخربي الكهرباء لاشك أنه سيأتي بعد دراسة لأصحاب الشأن لتحقيق هذا الواجب الأمني الملح بعد ما اقتنعت قبائل مأرب بضرورة أن تستخدم الدولة الحسم مع مخربين لايمثلون مأرب ولا اخلاقها وقيمها... من العجيب أن البعض ممن أدوشونا في الأيام الماضية على تفريط الحكومة بواجبها وعدم قدرتها على ضبط مخربي الكهرباء مطالبين الضرب بيد من حديد هم هنا كعادتهم غير صادقين بل هم أقرب إلى المخربين في هواهم وقلوبهم ومخططاتهم ويطربون مع كل اطفاء لتعطيهم لعبة الظلام هذه فرصة للعن النظام الجديد والثورة وتحية الظلام الذي يعتاشون منه ويجملون ماضيهم الأسود ، الغرائب العريانة أن هؤلاء أنفسهم الذين يتباكون على ضعف الدولة وعدم ضبط المخربين ما إن تحركت الحملة ضد مخربي الكهرباء حتى وجدناهم يصرخون و«عيطلاه وبيطلاه»هذا عنف من قبل الدولة غير مقبول وتفريط بالشعب حتى والقتلى مازالوا من عناصر الجيش ولاينسون طبعاً المطالبة بإقالة وزير الدفاع والداخلية والكهرباء والحكومة ولم يبقَ إلا أن يهتفوا باسم التخريب وباسم «كلفوت » باعتباره «زعيم»وطنياً كبيراً والتحرك ضده والظلام خيانة وطنية .. هذا الصنف الذي يتحرك ضد الوطن من وسائل إعلامية وصحف يمثلون رأس الحربة في الحرب ضد اليمن وهم أكثر خطراً من المخربين وقطاع الطرق باعتبار الإعلام قوة موجهة ومربكة لكل المشاريع الجادة خاصة في هذا الظرف المرتبك والذي يجتمع فيه على اليمن كل الأوباش والحاقدين وأصحاب المشاريع التي تخاف من بناء الدولة اليمنية المنشودة. إن المعركة ليست كهرباء وإنما معركة وطنية حضارية واسعة وشاملة، الكهرباء صورة من صورها وهي تجري بين أعداء الاستقرار والدولة والشعب الذي يكافح ويناضل بوعي ليتجاوز مرحلة الفوضى إلى مرحلة الدولة التي يعلم الشعب أن لها مخاضات عسيرة وجولات من الصراع المتنوع سيخوضه كشعب مقتدر مهما كانت التكاليف وفي النهاية سينتصر الشعب الواعي بثورته وتنهزم كل الخفافيش وكل الظلام .... [email protected]