كنت قد امتنعت عن الكتابة لبضعة أشهر لأسباب عدة أهمها ضبابية الموقف السياسي في اليمن وتداخل الألوان السياسية إلى درجة يصعب الكتابة عن موقف معين، إلا أن وثيقة حل القضية الجنوبية الأخيرة وما كتب وقيل عنها شدتني للكتابة مرة أخرى وبعد أن قرأت وسمعت ما كتب، وبعيداً عن المماحكات السياسية والمواقف المتناقضة للأحزاب السياسية وقادتها والكتاب السياسيين وعلماء الدين فقد كشفت هذه الوثيقة الأقنعة عن كثير ممن كنا نعتبرهم عظماء ومن كنا نعتبرهم محللين سياسيين وكتاب كبار اتضح أن الكثير منهم يدور في فلك مصالحه الحزبية الضيقة أو مصالحه الشخصية واتفقوا جميعاً على أن وثيقة حل القضية الجنوبية هي ضد مصالحهم، ولهذا يجد القارئ الحصيف فيما يكتب وما ينشر في المجلات والفيسبوك أن هناك تطابق وجهات نظر لأحزاب وكتاب وعلماء كانوا بالأمس على طرفي نقيض كلها تصب ضد تلك الوثيقة، التي أيدها وباركها المجتمع الإقليمي والدولي كمخرج مهم وضروري لنجاح مؤتمر الحوار الوطني باعتبار أن حل القضية الجنوبية هو مفتاح كل حلول مشكلات اليمن. وأنا أندهش بغرابة كيف يشكك المشككون في وحدوية ووطنية الرئيس عبد ربه منصور هادي ورفقائه المخلصين في لجنة الحوار الوطني التي أخرجت هذه الوثيقة في اعتقادي أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ورفقائه الموقعون على هذه الوثيقة هم الوحيدون الذين يهمهم مصلحة اليمن العليا، وهم الذين يعرفون الكثير من الأسرار عن الأحزاب والشخصيات المعارضة لها فهم يدركون أن المعارضين قد سقطوا في مستنقعات مصالحهم الحزبية والشخصية، وأنا أنصح تلك الأقلام التي تكتب وتخوف اليمنيين من تلك الوثيقة وتقول أنها انتحار لليمن أنصحها بالقول إن اليمن اليوم على مفترق طرق ولامجال للمزاح الثقيل والنكت البائخة في الفيسبوك وخداع الشعب اليمني. أقول للمعارضين للوثيقة:- أرجو أن لا تزرعوا في اليمنيين الإحباط أكثر من ماهم محبطون من أجل إرضاء أحزاب أو أناس لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار ابتعدوا عن اللف والدوران فإن كان عندكم رؤية أخرى لحل القضية الجنوبية أفضل لماذا لا تقدموها في الحوار الوطني؟ أكثر من تسعة أشهر واتيحت لكم الفرصة تلو الفرصة فلم تقدموا شيئاً، والآن عندما خرج الحوار بشيء يعيد لليمنيين الأمل قلتم ما هذا إلا إفك مبين. وخلاصة القول:- إن الشعب اليمني يريد أن يخرج من مشكلاته المتعددة بسرعة فقد تحمل هذا الشعب ما لا يتحمله شعب آخر وصبر صبراً عظيماً على أمل أن الحوار الوطني سيخرج بحلول ناجعة لمشكلاته وسيرسم الطريق لمستقبله ومستقبل أبنائه. الشعب اليمني مع قادته العظماء الشرفاء الذين يرسمون اليوم مستقبل اليمن الجديد مهما شكك المشككون وسخر الساخرون وستثبت الأيام أن اليمن في طريقه للخروج من محنته فلتذهب المصالح الحزبية والشخصية إلى الجحيم لتبقى مصلحة اليمن العليا المتمثلة في بقاء وحدته الوطنية، وبناء دولته المدنية الحديثة.