لا يكتفون بكذبهم وتزوير المعلومات نكاية بمن يخالفهم من المعارضين لسياستهم أو معتقدهم بل يدافعون عن الكذب حين ينكشف غطاؤهم وتظهر الحقيقة أوحين تقوم بمصارحتهم والمطالبة بإثبات ما يدعون !. العجيب أنهم لا يقومون بإثبات حقيقة ما أسقطوه وصدق ما أوردوه ونثروه بل يشتاطون غضبا ويشككون بك. للأسف أن البعض يشرعن للكذب مستندا لروايات ضعيفة فيتخذها ذريعة لنشر كذبه اعتقادا أن صاحب الغاية النبيلة يجوز له استخدام الكذب لبلوغ هدفه بمعنى ( الغاية تبرر الوسيلة ). من الروايات التي يستندون إليها وينخدع بها البعض ( جواز الكذب في ثلاث حالات منها أثناء الحرب ) ورواية ( الحرب خدعة ) أظن هذه الرواية اختلقها من رفعوا المصاحف يوم صفين واشتهروا بخداعهم وكذبهم فلم يتورعوا بعد ذلك بالكذب على لسان رسول الله. المؤمن حتى أثناء حربه مع الأعداء يفرق بين الكذب ورفع المعنويات هذا في حالة المواجهة مع عدو معتدي فإنه يلتزم الصدق والوفاء بالمعاهدات والإتفاقيات فلا يخدع ويكذب كي يتأثر به وبأخلاقه أيضا الطرف الآخر من الأعداء فيرون صدقه ووفاءه ولربما تبعوا المسلمين ...فما بالك بالمسلمين المختلفين أو الواصلين حد القتال الذين بالإمكان أن تحل مشكلتهم فيعودوا للعيش جنبا إلى جنب. الكثير من الوسائل الإعلامية من قنوات ومواقع وصحف لم يعد المتتبع لها يثق بمادتها الخبرية لعدم التزامها بشرف المهنة والصدق ..وسائل كثيرة تابعة لأفراد وجهات وأحزاب تتصارع بنشر الإشاعات كل ضد الآخر وقليل من تلك الوسائل من تحترم نفسها فتلتزم إيراد الأدلة والبراهين لتأكيد ما تتناوله. المعلومة الخبرية خاصة المترجمة يفترض في نقلها الدقة والأمانة إذ أن كلمة أو حرف قد يغير المعنى والمقصد تماما فليست المادة الخبرية كجمل الشعر المحتوي على خيال ومبالغة في التصوير. ولأن الكذب كما يقال حبله قصير فسرعان ما يفتضح صاحبه لكن البعض من كثرة الإدمان عليه وإباحته لا يخجل من افتضاحه بين الملأ بل يدافع عن كذبه باختلاق أكاذيب أخرى وهنا تكون العاقبة للكاذب أنه لا يوفق هو ومن يريد تضخيمهم بل يتلاشون فجأة كالجليد وإن خدعوا الناس لفترة أو مرحلة فلا يكتب النجاح لكاذب ومخادع حتى النهاية. من يعتقد أن الوسيلتين مباحتين للوصول لخدمة الناس وإقامة الدين فالحق لا يقبل بوسائل غير نبيلة ووسائل خسيسة ومن يمارس خداع عدوه أو من يختلف معهم من إخوانه وأهل وطنه لا يمكن أن نأمن منه حين يصل ليحكم الناس بل لا يصل أصلا.