القضايا العادلة لاتحتاج إلى الكذب والتضليل والخداع لإثبات صدقها وعدالتها ,ولا الكذب يمكنه أن يجعل من أية قضية على غير حقيقتها وعلى غير ماهي عليه ,والمؤكد أن حضور الكذب والتضليل يفسد القضايا العادلة ويضر ولاينفع وإن ظن أهله أن فيه النجاة فإن فيه الهلكة كما جاء في الحديث الشريف. مايحدث اليوم في ظل الأزمة الراهنة هو تسويق للكذب والزيف والتضليل باعتباره أداة من أدوات الحرب الإعلامية المشروعة , والحقيقة أنني اتساءل وغيري يتساءل :حرب من ضد من؟ وماهي ضرورات كل هذه الحرب بشقوقها المختلفة؟ الكذب باعتباره عقيدة قتالية تحت مسمى الحرب الإعلامية ليس عقيدة المسلمين مهما أراد الإنسان أن يبرر لنفسه ولحزبه مشروعيتها ولايمكن أن يساعد على تحقيق نصر بأية صورة بقدر مايضر بالقضايا وأصحابها ويؤخر النتائج المرجوة ,ويكشف في كل الأحوال زيف أصحاب القضايا ومطالبهم وحقيقة الفكر الذي يدعونه .. المشكلة التي تعاني منها اليمن اليوم لاتُحل ولن تُحل بالكذب وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام وخداع الناس على النحو الذي نراه اليوم ونسمعه.. لن يحارب الفساد بالكذب الذي يقود إلى فساد أكبر ولن نقضي على الفساد المالي بفساد أخلاقي وسلوكي وباستخدام ألفاظ لاتمت للقيم الإسلامية بصلة، فبركة الأخبار وإخراجها على خلاف الحقيقة هو سبب الفشل الذي يستشري في أوصال الزمن الراهن .. عندما اعتمد من اعتمد على الكذب أكثر من اعتماده على عدالة القضية وصدق النوايا فوقع في قبضة الفشل والعملية كلها بيد الله تعالى يوفق من يشاء ويهديه إلى سواء السبيل ,ولكن عندما يصبح الكذب منهاجاً وطريقة عمل فهذا ليس من عند الله أبداً بل هو من الشيطان الذي أضل كثيراً من الناس وجعلهم يعتمدون على الكذب الفضائي المباشر وغير المباشر والكذب في كل مكان ظناً منهم بأنهم يسيطرون على مجريات الأحداث ونسوا بأن الكذب يهدي إلى الفجور.. آلات إعلامية اعتمدت على تزييف الحقائق وتضليل الوعي ونسوا وتناسوا أن الله على كل شيء قدير , وأنه لا يمكن أن يبارك أقوال الكذب وأفعاله في لحظة ما ذهبت كل الأصول والسلوكيات التي كان البعض يتغنى بها أدراج الرياح والتزموا بالسوقيات من الألفاظ والسياسات لتقودهم إلى نصر مبين وبدا لهم ذلك ,وكذلك يزين الشيطان لأوليائه سوء أعمالهم وسوء أقوالهم.. قدرة عالية على الكذب والخداع تدل على علاقة وطيدة منذ زمن بين الفعل والفاعل, وتوجيه حاد بالعداوة والأحقاد نحو المجتمع المسلم الذي لا ينبغي لأحد أن يعامله بهذه الطريقة البشعة.. هذه الطريقة المبنية على الكذب لن توفق أصحابها في حربهم على اليهود والنصارى والمشركين فما بالهم بحرب موجهة نحو المسلمين من أبناء جلدتهم ومن أبناء شعوبهم ومجتمعاتهم فلماذا يفعلون ذلك؟!